شهدت العاصمة السعودية الرياض انعقاد اجتماع تنسيقي رفيع المستوى للتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين، بمشاركة واسعة من ممثلي الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول العربية والدولية. يهدف الاجتماع إلى وضع خطوات عملية لدعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة، إلى جانب مناقشة إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ودعم السلطة الفلسطينية في مواجهة التحديات الراهنة. وقد ترأس الاجتماع الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط كريستوف بيجو، مؤكدًا أهمية التحرك الجماعي لدعم مسار السلام وفقًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
إقرأ ايضاً:سليمان الحبيب الطبية تتوسع بمستشفيين جديدين في الرياض والدمام بتكلفة تتجاوز 2 مليار ريالشركة تابعة لمجموعة إم بي سي تفوز بعقد كبير لتقديم خدمات الإنتاج وإدارة الفعاليات في السعودية
الرياض تؤكد التزامها الثابت بدعم فلسطين
خلال الاجتماع، جددت السعودية مواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، مشددة على ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته المشروعة في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وأوضحت المملكة أن دعمها لحل الدولتين يمثل جزءًا من التزامها الراسخ بتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. كما دعت الرياض إلى تكثيف الجهود الدولية لوقف التصعيد المستمر في غزة، والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المدنيين. وتأتي هذه التحركات ضمن الدور السعودي الرائد في دعم القضية الفلسطينية على المستويين الإقليمي والدولي، وتأكيدها المستمر على أن السلام العادل والدائم لن يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة.
إعلان نيويورك يؤسس لمسار دولي مشترك لحل الصراع
أحد أبرز محاور الاجتماع كان استعراض التقدم المحقق في تنفيذ "إعلان نيويورك"، الذي تم تبنيه في سبتمبر الماضي خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وحظي بتأييد واسع من المجتمع الدولي. ويهدف الإعلان إلى ترسيخ حل الدولتين كخيار استراتيجي لا رجعة عنه، ويمثل إطارًا للتعاون بين الدول والمنظمات الدولية من أجل إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. كما دعا الإعلان إلى وقف كل أشكال العنف ضد المدنيين، وإدانة الأعمال الإرهابية والاعتداءات على المنشآت المدنية، مع التأكيد على احترام القانون الإنساني الدولي. وأكدت السعودية وفرنسا في بيانهما المشترك أن إعلان نيويورك يقدم رؤية واقعية لبناء مستقبل يسوده الأمن والاستقرار، مشيرتين إلى أهمية توحيد الجهود الدولية لدعم السلطة الفلسطينية ومؤسساتها الأمنية من خلال التعاون مع بعثة منسق الأمن الأميركي (USSC) وبعثة الشرطة الأوروبية (EUPOL COPPS) وبعثة الاتحاد الأوروبي لمعبر رفح (EUBAM Rafah).
توافق دولي على تسريع تنفيذ حل الدولتين
خلص الاجتماع إلى توافق واسع بين المشاركين على ضرورة الانتقال من الأقوال إلى الأفعال فيما يتعلق بتنفيذ حل الدولتين، مع العمل على دعم السلطة الفلسطينية في إدارة شؤونها الأمنية والسياسية والاقتصادية. كما شدد المشاركون على أهمية توحيد قطاع غزة والضفة الغربية تحت مظلة سلطة واحدة، بما يعزز الاستقرار الداخلي ويمهد لبناء دولة فلسطينية قوية وموحدة. وأكدت السعودية وفرنسا على أهمية مبدأ “دولة واحدة، وحكومة واحدة، وسلاح واحد” الذي أعلنته السلطة الفلسطينية، معتبرتين أنه حجر الأساس في بناء دولة قادرة على تحقيق الأمن والسلام لشعبها.
يمثل اجتماع الرياض خطوة مهمة في سبيل تحويل الالتزامات الدولية إلى خطوات عملية ملموسة، تسهم في تعزيز مسار السلام، وتعيد الأمل للشعب الفلسطيني في مستقبل يسوده العدل والاستقرار بعد عقود من الصراع والمعاناة.