أشعل الرئيس التنفيذي لشركة Perplexity، أرافيند سرينيفاس، الجدل في عالم التكنولوجيا بتصريحاته الجريئة ضد عملاق البحث جوجل، مؤكدًا أن الإنترنت أصبح أهم من أن يُترك في أيدي شركة واحدة تتحكم في مصير المعرفة العالمية. جاءت هذه التصريحات تزامنًا مع كشفه عن مشروعه الجديد لتطوير متصفح ذكاء اصطناعي يحمل اسم Comet، الذي يسعى إلى إعادة تعريف تجربة التصفح على الإنترنت ومنافسة هيمنة Google Chrome المستمرة منذ أكثر من عقد.
إقرأ ايضاً:توحيد صوت شركات التكنولوجيا في مصر خطوة ضرورية لصنع مستقبل رقمي مستدامتايلاند تدرج الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية لتأهيل جيل رقمي متطور
متصفح Comet.. ثورة جديدة في عالم التصفح الذكي
يأتي متصفح Comet ليقدم مفهومًا جديدًا للتفاعل مع الإنترنت، إذ يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تحليل السياق وفهم نوايا المستخدمين، مما يسمح له بتقديم نتائج بحث أكثر دقة وواقعية. وبخلاف متصفح كروم الذي يرتكز على نموذج الإعلانات وجمع البيانات، يهدف Comet إلى أن يكون مساعدًا ذكيًا يرافق المستخدم خلال رحلته الرقمية، يساعده على اكتشاف المعرفة بطريقة مخصصة تتكيف مع اهتماماته وسلوكه. ورغم الطموح الكبير وراء المشروع، أثار المتصفح موجة من السخرية والنقد بعد أن تبين أنه يعتمد في بنيته على محرك Chromium مفتوح المصدر الذي طورته جوجل نفسها. وقد اعتبر كثيرون أن هذا التناقض يضعف حجة Perplexity في مواجهة الشركة التي تحاول منافستها، إذ كتب أحد المستخدمين على منصة X (https://x.com) تعليقًا ساخرًا: "كيف ستنافس جوجل وأنت تستخدم تقنيتها؟".
صراع الهيمنة بين كروم وكوميت
لا يخفي سرينيفاس طموحه في جعل Comet منافسًا حقيقيًا لـ Chrome، حيث نشر استطلاعًا عبر الإنترنت يقارن بين المتصفحين، لتظهر النتائج الأولية تفوق كروم بفارق بسيط. ورغم ذلك، أكد أن المشروع في بدايته وأن التحسينات القادمة ستجعل كوميت أكثر ذكاءً وتفاعلية. كما أقرّ بصعوبة التفوق على بعض خدمات جوجل الأساسية مثل يوتيوب (https://www.youtube.com) و**خرائط جوجل (https://maps.google.com)**، مشيرًا إلى أن هذه الخدمات أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة المستخدمين اليومية. ويرى خبراء التكنولوجيا أن معركة Comet ضد Chrome قد تكون غير متكافئة في الوقت الحالي، لكن ظهور منافس جديد من هذا النوع قد يشجع على تنويع الخيارات المتاحة للمستخدمين ويفتح الباب أمام موجة جديدة من الابتكار في عالم التصفح.
هل تنجح Perplexity في كسر احتكار جوجل؟
تحاول Perplexity أن تثبت أن المستقبل لا يمكن أن يُدار من خلال شركة واحدة تتحكم في كل مفاتيح المعرفة والبحث، وتسعى من خلال مشروع Comet إلى إعادة تعريف العلاقة بين المستخدم والإنترنت عبر دمج الذكاء الاصطناعي في صميم التجربة. ورغم أن الطريق لا يزال طويلًا أمامها، إلا أن فكرة منح المستخدمين تحكمًا أكبر في بياناتهم قد تجعلها لاعبًا مؤثرًا في المستقبل الرقمي القريب.
توضح هذه المواجهة أن العالم مقبل على حقبة جديدة من التنافس في مجال التصفح الذكي، حيث سيصبح الذكاء الاصطناعي هو المعيار الفاصل بين البقاء في القمة أو التراجع أمام الموجة القادمة من الابتكارات التقنية.