في خطوة حاسمة تهدف إلى تعزيز السلامة المرورية وحماية الأرواح، أعلنت الإدارة العامة للمرور السعودي عن تطبيق غرامة مالية جديدة تصل إلى 900 ريال ضد مخالفة باتت منتشرة بين أغلب السائقين دون علمهم. وتتمثل المخالفة في ملاحقة أو تتبع سيارات الطوارئ مثل سيارات الإسعاف والإطفاء أثناء قيامها بمهامها العاجلة.
إقرأ ايضاً:بيان غامض يُشعل أزمة داخل ريال مدريد.. فينيسيوس يفتح النار على شخص غير متوقع!تحول غير مسبوق للمقيمين في السعودية... دقائق معدودة قد تغيّر مصيرك بالكامل!
ويأتي القرار في إطار جهود المرور المتواصلة للحد من السلوكيات التي تُعيق فرق الإنقاذ والإسعاف عن أداء واجبها في الوقت المحدد، حيث تشير الدراسات إلى أن كل ثانية تأخير في وصول سيارة الطوارئ قد تعني فقدان حياة إنسان. وأكد أحد المتحدثين باسم الإدارة أن «تسهيل حركة مركبات الطوارئ مسؤولية وطنية وسلوك حضاري»، مشددًا على أن العقوبة بدأ تطبيقها فعليًا اعتبارًا من اليوم.
ووفقًا للإحصائيات الرسمية، فإن نسبة كبيرة من السائقين في المملكة يرتكبون هذه المخالفة دون قصد، إما بسبب الفضول أو الرغبة في تجاوز الازدحام خلف سيارات الإسعاف أو الدفاع المدني. غير أن القرار الجديد جاء ليضع حدًا نهائيًا لهذه الممارسات غير المسؤولة التي تهدد الأرواح وتؤخر الاستجابة السريعة للحوادث.
ويشير الخبراء إلى أن القرار الجديد يمثل نقطة تحول في السلوك المروري اليومي، حيث يُتوقع أن يؤدي إلى تغيير جذري في تعامل السائقين مع مركبات الطوارئ، ويسهم في تقليل زمن الوصول إلى مواقع الحوادث، مما يرفع من معدلات النجاة ويُعزز من كفاءة منظومة الطوارئ في المملكة.
كما اعتبر مختصون في السلامة المرورية أن الغرامة الجديدة ليست مجرد إجراء عقابي، بل خطوة توعوية تهدف إلى ترسيخ ثقافة احترام الطريق، مشيرين إلى أن الالتزام بفسح المجال أمام سيارات الطوارئ يعكس مدى وعي السائقين وانتمائهم الوطني.
من جانب آخر، تباينت ردود الفعل بين المواطنين والسائقين، فبينما رحّب كثيرون بالقرار باعتباره خطوة ضرورية لحماية الأرواح، عبّر آخرون عن مخاوفهم من تطبيق العقوبة بشكل فوري دون وجود حملات توعية كافية، مطالبين بزيادة الإرشادات عبر وسائل الإعلام واللوحات الطرقية قبل البدء في فرض الغرامات.
ومع ذلك، يبقى الهدف الأسمى من القرار إنسانيًا قبل أن يكون ماليًا، فالحفاظ على حياة الآخرين مسؤولية جماعية تتطلب وعيًا وتعاونًا من الجميع. إن التزام السائقين بآداب الطريق ليس مجرد واجب قانوني، بل هو سلوك حضاري يعكس صورة المجتمع السعودي في تعامله مع القوانين واحترامه للإنسان.
وفي الختام، يؤكد خبراء المرور أن تطبيق هذه الغرامة سيُحدث فرقًا حقيقيًا في سرعة عمليات الإنقاذ وتقليل الإصابات والوفيات الناتجة عن الحوادث، داعين السائقين إلى تبنّي ثقافة الطريق الآمن لتصبح القيادة في المملكة أكثر التزامًا وأمانًا للجميع.
