قبل أيام من الافتتاح الرسمي المرتقب للمتحف المصري الكبير، أطلقت وكالة الفضاء المصرية فيديو فريد يوثق رحلة بناء هذا الصرح الأثري العملاق كما لم تُشاهد من قبل، من منظور الفضاء.
إقرأ ايضاً:
الفيديو الذي نُشر عبر الصفحة الرسمية للوكالة على موقع فيسبوك مساء الخميس، استعرض مراحل تشييد المتحف منذ العام 2002 وحتى يوليو 2025، في مشهد زمني يمتد لأكثر من 23 عاماً من العمل المتواصل والإنجازات الهندسية غير المسبوقة.
وذكرت الوكالة أن مقطع الفيديو جرى تجميعه باستخدام صور أرشيفية جوية ومعالجة رقمية دقيقة نفذها خبراء من مهندسي وكالة الفضاء المصرية، كما تضمن أحدث لقطات لموقع المتحف تم التقاطها بعدسة القمر الصناعي المصري "مصر سات"، لتكشف التطور العمراني المذهل للمنطقة من منظور السماء.
تطور البناء عبر الزمن
يُظهر الفيديو كيف تحوّل الموقع الصحراوي المحاذي لأهرامات الجيزة من مساحة خالية إلى أعظم متحف أثري في العالم. تبدأ المشاهد بأعمال الحفر الأولى في بدايات الألفية، ثم تظهر الهياكل الخرسانية الضخمة، وصولاً إلى الواجهة الزجاجية المهيبة التي تزيّن المتحف اليوم.
وأوضحت الوكالة أن الهدف من نشر المقطع هو توثيق هذا الإنجاز الوطني من منظور علمي وتقني، يجمع بين الهندسة المعمارية والفضاء، ليعكس الدور الذي تلعبه التكنولوجيا الحديثة في إبراز المشاريع الكبرى بمصر.
فخر وانتظار
وقد لاقى الفيديو تفاعلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعرب آلاف المستخدمين عن فخرهم بالمنجز المصري الفريد الذي استغرق عقوداً من العمل، فيما عبّر آخرون عن حماسهم لحضور حفل الافتتاح التاريخي المقرر عقده يوم السبت المقبل بحضور شخصيات عالمية ووسائل إعلام دولية.
ويُعد المتحف المصري الكبير الأكبر من نوعه في العالم، إذ يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تغطي مختلف عصور التاريخ المصري القديم، من أبرزها كنوز الملك توت عنخ آمون الكاملة، والتي تشمل 5398 قطعة نادرة تُعرض للمرة الأولى في مكان واحد.
ويقع المتحف في محاذاة أهرامات الجيزة، ليشكّل مع المنطقة الأثرية المجاورة محوراً ثقافياً وسياحياً عالمياً يجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر، وليصبح شاهداً على رؤية مصر في الجمع بين التراث والتقنية الحديثة.
بهذا التوثيق الفضائي الفريد، أضافت وكالة الفضاء المصرية لمسة جديدة على رحلة هذا المشروع التاريخي، مؤكدة أن الفضاء يمكن أن يكون مرآة للتاريخ أيضاً، وأن إنجازات مصر تمتد من الأرض إلى السماء.