في خطوة وُصفت بأنها الأضخم في تاريخ القطاع الفندقي بمكة المكرمة، أعلنت شركة جبل عمر للتطوير عن توقيع عقدين استثنائيين مع شركتي أكور وروتانا العالميتين لتشغيل سبعة أبراج فندقية عملاقة ضمن المرحلة الرابعة من مشروعها التطويري الضخم المجاور للمسجد الحرام.
إقرأ ايضاً:انتشار واسع لخدمات متنقلة جديدة.. «الأحوال المدنية» تتحرك إلى 86 موقعًا بالمملكةسابك تفاجئ الأسواق بتحول أرباحها وتحقيق مكاسب قياسية رغم التحديات العالمية
وتُعد هذه الاتفاقية من أكبر الصفقات في قطاع الضيافة السعودي، إذ تمتد لمدة 15 عاماً وتشمل إدارة 1796 وحدة فندقية جديدة من الفئة الرفيعة، ما يفتح آفاقاً جديدة أمام تطوير خدمات الإقامة في العاصمة المقدسة. وحسب بيان الشركة، سيتم تشغيل أربعة أبراج تحت العلامة الفندقية الفاخرة سوفيتيل التابعة لمجموعة أكور، بينما تتولى روتانا إدارة ثلاثة أبراج أخرى، في خطوة تهدف إلى تلبية احتياجات ملايين الحجاج والمعتمرين الذين يزورون مكة سنوياً.
وقال المتحدث باسم جبل عمر إن هذه الشراكة تمثل "تحولاً نوعياً في مشهد الضيافة الفندقية بمكة المكرمة"، مؤكداً أن التعاون مع علامات عالمية بحجم أكور وروتانا سيُحدث نقلة كبيرة في مستوى الخدمة والجودة والابتكار.
تأتي هذه الخطوة متماشية مع أهداف رؤية السعودية 2030، التي تضع تطوير السياحة الدينية في صدارة أولوياتها، من خلال رفع الطاقة الاستيعابية للحجاج والمعتمرين وتحسين جودة الخدمات المقدمة لهم. وأشار أحد الخبراء في قطاع الضيافة إلى أن هذه العقود "تمثل استثماراً استراتيجياً في مستقبل مكة"، مضيفاً أن المشروع سيسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وخلق آلاف فرص العمل الجديدة.
ومن المقرر أن تبدأ عمليات التشغيل الفعلي للأبراج الجديدة بين الربع الرابع من عام 2025 و2026، حيث ستضيف هذه الأبراج طاقة استيعابية ضخمة تسهم في تخفيف الضغط عن مرافق الإقامة الحالية خلال مواسم الحج والعمرة.
وعلى المستوى الاقتصادي، يتوقع المراقبون أن تؤدي هذه الخطوة إلى ارتفاع القيمة الاستثمارية للعقارات المحيطة بمشروع جبل عمر، إلى جانب تنشيط حركة الأعمال والخدمات التجارية في المنطقة المركزية.
وبذلك، تدخل مكة المكرمة مرحلة جديدة من التطوير العمراني والاقتصادي، تواكب مكانتها العالمية كمركز ديني وسياحي، فيما يرى مختصون أن هذه الصفقة تمهّد لبداية عصر جديد للسياحة الدينية في المملكة، يجعل من مكة نموذجاً عالمياً في إدارة الضيافة والخدمات المتكاملة.
"مكة 2026 ستكون مختلفة تماماً عن اليوم"، بهذه العبارة لخّص أحد المستثمرين المشهد القادم، مؤكداً أن الأبراج السبعة لن تكون مجرد مبانٍ شاهقة، بل رمزاً للتحول العصري في قلب أقدس مدن العالم.