تواصل المملكة العربية السعودية تعزيز حضورها العالمي في قطاعي الاقتصاد والغذاء، بعد تحقيق إنجاز جديد يضاف إلى سلسلة نجاحاتها المتسارعة، وذلك عقب اعتماد هيئة الدستور الغذائي العالمية أول مواصفة دولية خاصة بالتمور الطازجة. ويعد هذا الحدث محطة تاريخية تؤسس لمرحلة جديدة في تجارة التمور وتنظيمها، خاصة أن هذا المنتج يشكل رمزاً للهوية السعودية وإحدى أهم الركائز الزراعية والاقتصادية للمملكة.
إقرأ ايضاً:السعودية تعتمد اشتراطات جديدة لإصدار تأشيرات حج 1447 وتكشف آخر مواعيد التعاقدات والتنظيمتحرّك غير متوقع حول غريب.. عرضان كبيران يربكان النصر قبل الشتوية وتطور يحسم المصير
وجاء اعتماد المواصفة خلال الدورة الثامنة والأربعين للهيئة الدولية، التي عقدت أعمالها في مقر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" في العاصمة الإيطالية روما، بمشاركة وفد المملكة الذي تولى رئاسة مجموعة العمل المسؤولة عن إعداد المواصفة الجديدة. ويعكس هذا الدور المكانة التي وصلت إليها السعودية بوصفها قوة مؤثرة في صناعة الأغذية عالمياً، وقدرتها على قيادة الجهود الدولية المتعلقة بتوحيد معايير المنتجات الغذائية.
السعودية تستعد لإحداث تغيير تاريخي في تنظيم تجارة التمور
يمهد اعتماد هذه المواصفة لإجراءات مهمة داخل المملكة قد تعيد تشكيل منظومة بيع وتداول التمور محلياً، تمهيداً لمرحلة جديدة تعتمد على تنظيم أدق وجودة أعلى. فالمنتج الذي يُعد من أشهر السلع الزراعية للبلاد ينتقل اليوم من مرحلة التطوير المحلي إلى قيادة توجه عالمي يهدف إلى ضبط عمليات الإنتاج والتسويق وفق معايير موحدة ترتقي بجودة التمور وتزيد من تنافسيتها في الأسواق الدولية.
ويؤكد هذا التحرك الجديد أن المملكة تسعى إلى بناء صناعة تمور أكثر صلابة واستدامة، تقوم على تحسين الجودة وتعزيز الرقابة ومواءمة المنتجات مع المواصفات العالمية المعترف بها.
المملكة في صدارة مصدّري التمور عالمياً
اعتماد أول مواصفة دولية للتمور الطازجة لم يأتِ من فراغ، بل هو انعكاس لمكانة السعودية بوصفها أكبر مصدر للتمور في العالم. فالقطاع يشهد نمواً متواصلاً بدعم من مؤسسات الدولة وخططها الاستراتيجية، التي تهدف إلى رفع جودة الإنتاج وزيادة القدرة التنافسية للمنتجات السعودية في الخارج.
ولا تكتفي المملكة بإنتاج كميات كبيرة من التمور، بل تعمل على تطوير كل مراحل السلسلة الإنتاجية من الحصاد والتعبئة والتصنيع وحتى التصدير. وهذا الاهتمام جعل التمور السعودية ضمن المنتجات ذات السمعة القوية في الأسواق الدولية لما تمتاز به من جودة وطعم وتنوع أصناف.
ومع المواصفة الجديدة، يصبح المنتج السعودي أمام فرصة أكبر للانتشار عالمياً بفضل توحيد المعايير وتسهيل عمليات التصدير للدول المستوردة التي باتت مطمئنة لجودة المنتجات السعودية وامتثالها للضوابط الدولية.
تعاون وطني يقود إلى إنجاز دولي
إن الوصول إلى صياغة هذه المواصفة الدولية جاء نتيجة عمل وطني تكاملي شاركت فيه الهيئة العامة للغذاء والدواء ووزارة البيئة والمياه والزراعة، إلى جانب جهات أخرى عملت بشكل منسق لتطوير قطاع التمور وفق أعلى المستويات.
هذا التنسيق يعكس رؤية المملكة التي تركز على توحيد جهود الجهات الحكومية لتحقيق أهداف مشتركة تخدم الاقتصاد الوطني وتعزز مكانة المنتجات السعودية في الخارج. وقد ساهمت الخبرات الفنية للمملكة في تمكينها من قيادة مجموعة العمل الدولية وتقديم تصور شامل للمواصفة بما يتماشى مع المعايير الغذائية العالمية.
أهداف المواصفة الدولية الجديدة للتمور الطازجة
تهدف المواصفة الدولية التي تم اعتمادها إلى وضع قواعد موحدة وشاملة لعمليات إنتاج وتخزين ونقل وتصدير التمور، بما يضمن رفع مستوى جودة المنتج النهائي. كما تهدف إلى تعزيز السلامة الغذائية عبر تحديد معايير دقيقة للفرز والتعبئة والتداول.
وتسهم هذه المواصفة أيضاً في تسهيل التجارة الدولية من خلال تقليص الفجوات بين المواصفات المحلية للدول المختلفة، الأمر الذي يدعم الشفافية ويسمح بتحسين تجربة المستهلكين والمستوردين على حد سواء.
وبهذا الإطار، تصبح الدول المنتجة للتمور، وفي مقدمتها المملكة، أمام فرصة لتوسيع صادراتها وزيادة الطلب على منتجاتها بعد اعتماد معايير موحدة تسهل عمليات البيع والشراء بين الدول.
تعزيز تنافسية التمور السعودية عالمياً
أوضحت الهيئة العامة للغذاء والدواء أن اعتماد هذه المواصفة الدولية يعكس القدرات الفنية والتنظيمية التي تتمتع بها المملكة، كما يمثل خطوة مهمة لدعم تنافسية التمور السعودية عالمياً وفتح أسواق جديدة أمامها.
وتؤكد الهيئة أن هذا الإنجاز يتوافق تماماً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى رفع نسبة الصادرات غير النفطية وتعزيز الاستثمارات في المنتجات الوطنية ذات الجودة العالية.
ريادة عالمية في قطاع الأغذية
يمثل اعتماد أول مواصفة دولية للتمور الطازجة اعترافاً دولياً بريادة المملكة في صياغة الأنظمة والمعايير التي تُسهم في تحسين سلامة الغذاء عالمياً. وهذا الإنجاز هو امتداد لجهود السعودية في دعم الأمن الغذائي الدولي، وتعزيز دورها كقوة مؤثرة في مستقبل الصناعات الزراعية والغذائية.
وبهذه الخطوة، تمضي المملكة نحو ترسيخ مكانتها العالمية، عبر الجمع بين خبرتها الوطنية وطموحها الكبير لتطوير قطاع التمور وجعله نموذجاً يحتذى به في الأسواق العالمية.
