شهدت الساعات الأخيرة حالة من الجدل الواسع بين المقيمين في المملكة العربية السعودية، عقب إعلان رسمي من المديرية العامة للجوازات بشأن تعليق إصدار التأشيرات العائلية متعددة الدخول. القرار الجديد أثار تساؤلات كثيرة حول مستقبله، خاصة في ظل تقليص مدة الإقامة المسموح بها للزائرين إلى 30 يومًا فقط، بعد أن كانت تصل إلى ستة أشهر، ما اعتبره كثيرون تحولًا جذريًا في نظام الزيارات العائلية.
إقرأ ايضاً:
هذا التطور المفاجئ أثر بشكل مباشر على ملايين المقيمين، وغيّر خطط عدد كبير من الأسر التي كانت تعتمد على التأشيرة متعددة الدخول في لمّ الشمل العائلي وتنظيم الزيارات طويلة المدى.
تفاصيل قرار تعليق التأشيرة العائلية متعددة الدخول
بحسب ما أعلنته الجوازات السعودية، تم تعليق إصدار التأشيرات العائلية متعددة الدخول بشكل مؤقت، مع الاكتفاء بإتاحة تأشيرات بمدة إقامة لا تتجاوز 30 يومًا. هذا التغيير يمثل انخفاضًا كبيرًا في مدة الزيارة مقارنة بالنظام السابق، حيث كانت التأشيرة تتيح الإقامة لفترات أطول وبمرونة أكبر.
القرار دخل حيز التنفيذ بشكل فوري، ما أدى إلى إيقاف عدد كبير من الطلبات التي كانت قيد المعالجة، وظهور رسائل اعتذار ورفض لبعض المتقدمين عبر منصة أبشر، الأمر الذي ضاعف حالة القلق بين المقيمين.
صدمة الأسر المقيمة وردود الفعل الأولى
عدد كبير من المقيمين فوجئوا بالقرار أثناء متابعتهم لإجراءات إصدار التأشيرات. أم محمد، مقيمة مصرية منذ أكثر من 15 عامًا في الرياض، فوجئت برسالة رفض لطلب تأشيرة والديها المسنين، رغم استيفاء جميع الشروط السابقة. هذه الحالة لم تكن استثناءً، بل تكررت مع آلاف الأسر التي كانت تستعد لاستقبال ذويها خلال الفترة المقبلة.
منصة أبشر سجلت ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الاستفسارات ومحاولات التواصل، في ظل بحث المقيمين عن تفسير رسمي واضح، وما إذا كان القرار دائمًا أم مجرد إجراء مؤقت.
الجوازات السعودية توضح حقيقة التعليق
في رد رسمي، أكدت الجوازات السعودية أن تعليق التأشيرات العائلية متعددة الدخول إجراء مؤقت، ويأتي ضمن خطة تطوير شاملة تهدف إلى تحسين كفاءة النظام وتعزيز الجوانب الأمنية، مع الحفاظ على مبدأ تسهيل لمّ الشمل الأسري.
وشددت الجهات المختصة على أن الهدف ليس إلغاء التأشيرة العائلية بشكل نهائي، وإنما إعادة تنظيم آلية الإصدار بما يتماشى مع المتغيرات الحالية، سواء من حيث أعداد المسافرين أو متطلبات الرقابة الحديثة.
ارتباط القرار برؤية السعودية 2030
القرار الجديد لا يُنظر إليه بمعزل عن رؤية السعودية 2030، التي تركز بشكل كبير على التحول الرقمي وتطوير الخدمات الحكومية. خبراء في قوانين الهجرة يرون أن ما يحدث يشبه التحولات التي شهدتها أنظمة التأشيرات في دول خليجية أخرى خلال السنوات الماضية، حيث تم تحديث الإجراءات تدريجيًا للوصول إلى أنظمة أكثر دقة وسرعة.
هذا التوجه يتطلب فترات انتقالية قد تكون صعبة على الأفراد، لكنها تهدف على المدى الطويل إلى بناء منظومة أكثر كفاءة وأمانًا، سواء للمقيمين أو للزوار.
التأثير المباشر على حياة المقيمين
مع تطبيق القرار، اضطر كثير من المقيمين إلى إعادة ترتيب خططهم العائلية بالكامل. البعض أصبح مضطرًا لتقسيم الزيارات على فترات قصيرة، ما يزيد من تكاليف السفر والحجوزات، ويجعل التخطيط طويل المدى أكثر تعقيدًا.
في المقابل، يرى مختصون في شؤون الأمن والمطارات أن تقليص مدة الزيارة سيؤدي إلى انسيابية أفضل في حركة السفر، ومراقبة أدق لحالات الدخول والخروج، وهو ما ينعكس إيجابًا على سلامة الجميع.
ماذا ينتظر المقيمين خلال الفترة المقبلة؟
المؤشرات الحالية توضح أن التعليق مؤقت، وليس إلغاءً نهائيًا للتأشيرة العائلية متعددة الدخول. التوقعات تشير إلى عودة الخدمة لاحقًا بشكل مطور، مع ضوابط جديدة تتماشى مع الأنظمة الرقمية الحديثة.
حتى ذلك الحين، تنصح الجهات الرسمية المقيمين بمتابعة التحديثات عبر منصة أبشر فقط، وتجنب التعامل مع أي مصادر غير رسمية، مع ضرورة التخطيط المبكر للزيارات العائلية خلال المرحلة الحالية.
وفي ظل هذه التطورات، يبقى السؤال المطروح: هل ينجح هذا التحديث في تحقيق التوازن بين متطلبات الأمن واحتياجات الأسر، أم تستمر معاناة المقيمين لفترة أطول في انتظار نظام أكثر مرونة؟
