"من 76 إلى 80 عامًا".. السعودية في سباق مع الزمن لرفع متوسط العمر المتوقع

في تصريح لافت يرسم ملامح الطموح الصحي للمملكة العربية السعودية، كشف وكيل وزارة الصحة للصحة السكانية، الدكتور عبدالله عسيري، عن أن متوسط العمر المتوقع في المملكة قد وصل حاليًا إلى ستة وسبعين عامًا، مؤكدًا أن الوزارة تعمل بخطى حثيثة لرفعه إلى ثمانين عامًا خلال الفترة المقبلة.
ويمثل هذا الهدف، الذي يعد واحدًا من أبرز مؤشرات التقدم الصحي والتنموي على مستوى العالم، تجسيدًا حقيقيًا للجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لتحسين جودة حياة مواطنيها، ويعكس التزامًا عميقًا بالارتقاء بالمنظومة الصحية إلى أعلى المستويات العالمية.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطسوزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر
وأوضح الدكتور عسيري، في حديثه التلفزيوني لقناة "الإخبارية"، أن تحقيق هذا القفزة النوعية في متوسط العمر المتوقع يتطلب عملاً دؤوبًا ومنهجية علمية، ترتكز على مواجهة التحديات الصحية الرئيسية التي تؤثر بشكل مباشر على حياة الأفراد في المجتمع.
وقد حدد وكيل الوزارة العوامل الرئيسية التي يتم العمل عليها، والتي تشمل مكافحة أمراض القلب والرئتين، والتصدي لظاهرتي السمنة والتدخين، بالإضافة إلى الجهود المستمرة للحد من الإصابات الخطيرة الناجمة عن حوادث الطرق، والتي تعد من أبرز مسببات الوفيات المبكرة.
إن هذا التحديد الدقيق للعوامل المؤثرة يكشف عن رؤية استراتيجية واضحة لدى وزارة الصحة، لا تركز فقط على علاج الأمراض بعد وقوعها، بل تتبنى مفهوم "الصحة السكانية" الذي يعطي الأولوية للوقاية، وتعزيز أنماط الحياة الصحية، ومعالجة جذور المشكلات الصحية.
ويمثل العمل على تحسين هذه العوامل الصحية حجر الزاوية في تحقيق الأهداف الصحية للمملكة، وهو لا يقع على عاتق وزارة الصحة وحدها، بل يتطلب تضافر الجهود بين كافة القطاعات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع أنفسهم.
فمكافحة السمنة وأمراض القلب تتطلب توفير بيئة داعمة للنشاط البدني، وتشجيع الخيارات الغذائية الصحية، بينما يتطلب الحد من التدخين تطبيق سياسات صارمة وتقديم الدعم للمقلعين، ويتطلب خفض حوادث الطرق بنية تحتية آمنة وأنظمة مرورية فعالة.
وتنسجم هذه الجهود بشكل مباشر مع مستهدفات "رؤية السعودية 2030"، التي تضع "جودة الحياة" كأحد برامجها الرئيسية، حيث إن زيادة متوسط العمر المتوقع يعد المقياس الأوضح والأكثر دلالة على نجاح هذه البرامج في تحقيق أهدافها.
إن الوصول إلى متوسط عمر يبلغ ثمانين عامًا، سيضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة في هذا المؤشر الهام، وسيكون شهادة عالمية على نجاح استثماراتها الضخمة في قطاعي الصحة والتعليم، وفي بناء مجتمع ينعم بالرفاهية والصحة.
وتعمل الوزارة على تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج التي تستهدف كل عامل من العوامل المذكورة، بدءًا من حملات التوعية المكثفة، ومرورًا ببرامج الفحص المبكر عن الأمراض المزمنة، وانتهاءً بتطوير الخدمات العلاجية المقدمة في المستشفيات والمراكز الصحية.
إن هذا الطموح الكبير يتطلب أيضًا تغييرًا في الثقافة المجتمعية، وتشجيع الأفراد على تبني سلوكيات صحية إيجابية، وإدراك أن صحتهم هي مسؤوليتهم الأولى، وأن الوقاية خير من العلاج، وهو ما تسعى الوزارة لترسيخه من خلال رسائلها التوعوية المستمرة.
وتعد تصريحات الدكتور عسيري بمثابة خارطة طريق واضحة للمرحلة المقبلة، تؤكد أن المنظومة الصحية في المملكة لا تعمل بردود الفعل، بل وفق خطط استباقية طويلة الأمد، تستند إلى البيانات والدراسات العلمية، وتهدف إلى تحقيق غايات كبرى.
إن رحلة الوصول إلى متوسط عمر الثمانين عامًا قد بدأت بالفعل، وهي رحلة تتطلب نفسًا طويلاً وعملاً متواصلاً، لكن المؤشرات الحالية والجهود المبذولة تبشر بالخير، وتؤكد أن المملكة ماضية بثبات نحو تحقيق هذا الهدف النبيل.
في المحصلة النهائية، لم يعد الحديث عن زيادة متوسط العمر مجرد أرقام وإحصائيات، بل أصبح جزءًا من قصة نجاح وطنية شاملة، عنوانها "الإنسان أولاً"، وهدفها بناء مجتمع صحي ومنتج، قادر على قيادة مسيرة التنمية والازدهار في المستقبل.
- دوري يلو يقترب من ضم الجناح البرازيلي الواعد جوستافو مايا قبل إغلاق الانتقالات
- احرص على تأمين مستقبلك: خطوات الاشتراك في نظام معاشات المصريين بالخارج
- شغلت المملكة مراكز عالمية بعد مرور عامين من إطلاق مبادرة السعودية الخضراء.. والإنجازات...!
- طقس العرب بالسعودية: "الطقس غير مستقر على الربع الخالي دون باقي أجزاء المملكة.. احذروا!"
- شؤون الحرمين: متوفر تراجم للقرآن بعدة لغات في الحرم بالسعودية للقاصدات الغير عربيات
- مدينة الملك سعود السعودية: "تناول أدوية الجهاز الهضمي بغير هذه المواعيد في رمضان خطر كبير"