النقل والإبلاغ الأمني».. التعليم تحسم مصير السلوكيات الجسيمة داخل المدارس السعودية

تشهد المدارس في المملكة العربية السعودية جهودًا مكثفة لضبط السلوكيات الطلابية والحفاظ على بيئة تعليمية آمنة تعزز القيم التربوية. وزارة التعليم أكدت مؤخرًا على التعامل الحازم مع المخالفات السلوكية الجسيمة التي تقع داخل المدارس، مشددة على أن أي حالة تتضمن اعتداءً بالضرب، أو سرقة، أو تصوير غير مشروع، أو إتلاف للمرافق والتجهيزات، تستوجب إبلاغ الجهات الأمنية المختصة فورًا وتوثيق جميع الإجراءات، وفقًا لما نصت عليه المادة «13» من قواعد السلوك والمواظبة لطلبة التعليم العام.
وتأتي هذه التعليمات في ظل إدراك خطورة بعض التصرفات التي لا تقتصر آثارها على الطالب وحده، بل تمتد لتشمل زملاءه والمنظومة التعليمية بأكملها. فقد حددت الوزارة أن تعمد إصابة الآخرين باستخدام اليد أو الأدوات، وسرقة ممتلكات الطلاب أو المدرسة، وتسجيل المقاطع الصوتية أو المرئية داخل البيئة المدرسية، كلها تعد مخالفات جسيمة من الدرجة الرابعة، وتشمل كذلك التدخين داخل المدرسة، أو الهروب من الدوام، أو إدخال مواد وألعاب خطرة مثل المفرقعات والبخاخات الغازية، إضافة إلى توزيع مواد إعلامية ممنوعة.
إقرأ ايضاً:كود المنصات يوحد الهوية الرقمية في اليوم الوطني السعودي 95ريمونتادا الأهلي تُشعل غرفة الهلال.. قرارات عاجلة وتحوُّل تكتيكي لاحتواء “الكلاسيكو الصادم”
وبحسب القواعد المعتمدة، تبدأ الإجراءات بإحالة الطالب إلى لجنة التوجيه الطلابي مع استدعاء ولي الأمر وأخذ تعهد خطي، مع إنذار صريح بأن تكرار السلوك قد يؤدي إلى نقله إجباريًا إلى مدرسة أخرى. كما يتم خصم عشر درجات من السلوك الإيجابي مع إتاحة فرصة للتعويض، بجانب إلزام الطالب بإصلاح ما أتلفه أو تقديم اعتذار رسمي، فضلًا عن مصادرة أي مواد محظورة بمحضر رسمي ونقل الطالب لفصل آخر لمتابعة حالته تربويًا.
أما في حال تكرار المخالفة، فإن العقوبة تتصاعد لتشمل النقل الخارجي بقرار من مدير التعليم، بعد رفع محضر عاجل، على أن يواصل الطالب دراسته لحين استكمال إجراءات نقله. ويُعطى ولي الأمر حرية اختيار المدرسة الجديدة، وإن تعذر ذلك يتم نقله إلى أقرب مدرسة لسكنه.
كما يُمكّن الطالب من تعويض الدرجات المحسومة ومتابعة حالته بشكل تربوي لضمان عدم تكرار السلوكيات.
واوضحت وزارة التعليم أن هذه الإجراءات لا تهدف إلى العقاب بقدر ما تسعى لحماية البيئة التعليمية من الممارسات السلبية، وتهيئة أجواء مدرسية تقوم على الانضباط وتعزز القيم الإيجابية. فالمدرسة بيئة تربوية بالدرجة الأولى، ومن هنا تأتي أهمية وجود أنظمة واضحة تعالج السلوكيات غير المرغوبة بحزم وعدالة، مع إعطاء الطالب فرصة للتصحيح والتقويم. وبهذا تتحقق المعادلة بين الردع المطلوب والتربية المنشودة، بما يحفظ هيبة المؤسسة التعليمية ويصون مستقبل الطلاب.