لمسة غامضة.. لقطة قلبت الديربي: لماذا نجا ماني من الأحمر؟”

في ليلةٍ كانت تبدو عادية على أرض الملعب، تحوّلت لقطة واحدة إلى محور حديث الجماهير: ساديو ماني جناح النصر يتعرض لانتقادات تحكيمية حادّة بعد تدخلٍ على أحد لاعبي الرياض قبيل نهاية الشوط الأول. قرار الحكم كان بطاقة صفراء فقط، لكن الجدل اندلع كالنار في الهشيم: هل استحق السنغالي طردًا مباشرًا وفقًا لقانون اللعبة؟
ما الذي حدث بالضبط؟
عند الدقيقة 45 تقريبًا، وأثناء توقف اللعب عن الكرة، التقطت الكاميرات احتكاكًا بين ماني ولاعب من الرياض. الحكم أشهر بطاقة صفراء، قبل أن يتدخّل حكم الفيديو المساعد (VAR) لاستدعائه لمراجعة اللقطة. عاد الحكم بعد الفحص محافظًا على قراره الأصلي، لتستمر المباراة وسط صيحات متباينة من المدرجات وموجة تعليقات على المنصات.
إقرأ ايضاً:لا تفرح قبل الصافرة.. وليد الفراج يفجر الجدل بعد ريمونتادا الأهلي أمام الهلال ويكشف سر الدقائق القاتلةريمونتادا تاريخية ورقم "6" الساحر.. الأهلي يوقف زحف الهلال في كلاسيكو ناري بدوري روشن
رأي الخبراء.. “قرار غير سليم”
المحلل التحكيمي والحكم الدولي السابق سعد الكثيري قال إن قرار الحكم “غير صحيح”، موضحًا أن الضرب على الوجه بعيدًا عن الكرة يُعد سلوكًا مشينًا ويستوجب الطرد المباشر وفق المادة 12 (اللعب العنيف والسلوك المشين). وأكد الكثيري أن دور الـVAR كان صحيحًا من حيث الاستدعاء، لكن النتيجة النهائية لم تُنصف الحالة في رأيه، لأن العقوبة التأديبية المناسبة هي البطاقة الحمراء.
بين النصّ القانوني وتقدير الحكم
قانون اللعبة يمنح الحكم مساحة تقدير لقياس القوة، والمكان، وطبيعة الحركة: هل كانت متعمدة؟ هل شكّلت استخدامًا مفرطًا للقوة؟ وهل استهدفت الوجه أو الرأس؟ في مثل هذه الحالات، ترجح مدارس التحكيم الحديثة اللجوء للأحمر لحماية اللاعبين وردع السلوك غير الرياضي—خاصة إذا حدثت الواقعة “بدون كرة” وبعنصر تعمّد أو تهوّر واضحين.
تأثير اللقطة على المباراة
كما أن نقطة الالتهاب التحكيمي دائمًا ما تُغيّر الإيقاع: فريقٌ يشعر بأنه ظُلم، وآخر يتنفس الصعداء. النصر الذي بدأ اللقاء بقوة وتقدّم مبكرًا عبر جواو فيليكس، كان يبحث عن توسيع الفارق وتعزيز السيطرة. في المقابل، تشبّث الرياض بأمل العودة، معتمدًا على التماسك الدفاعي والانتقال السريع. ولأن القرارات الكبيرة تصنع مزاج المباريات، فقد كانت لقطة ماني عنوانًا فرعيًا يضغط على أعصاب الفريقين حتى صافرة النهاية.
الجماهير.. عاصفة من الأسئلة
المنصات امتلأت بلقطات مقربة وإعادات بطيئة وتحليلات إطار-بإطار. أنصار النصر رأوا أن الاحتكاك “تحصيل حاصل” لا يستحق أكثر من إنذار، بينما أكد آخرون أن استهداف الوجه ينبغي أن يُعامل بصرامة مطلقة. بين هذا وذاك، خرجت الأسئلة الكلاسيكية: لماذا استُدعي الحكم للشاشة ثم لم يغيّر قراره؟ وهل كانت “زاوية الرؤية” كافية؟ وهل أثّرت شدة اللمس على التكييف القانوني؟
ماذا بعد؟
حتى مع استمرار الجدل، يبقى الملف التحكيمي مفتوحًا أمام اللجنة المختصة لمراجعة الحالات الجدلية. ولو رأت أن السلوك يندرج تحت “المشين”، فقد يظهر قرار انضباطي لاحق—وإن كان هذا المسار يعتمد على تقارير الحكام والمراقبين وتقييم غرفة الـVAR. على المستوى الفني، يواصل النصر سعيه للحفاظ على نغمة الانتصارات وتثبيت هوية هجومية فعّالة، فيما يخرج الرياض بدروس تكتيكية في التنظيم والضغط العالي والانتقال.
خلاصة المشهد
لقطة ماني لن تُنسى بسهولة: قانونٌ واضح، تقديرٌ محلّي، وVAR لا ينهي الجدل دائمًا. وبين سطرٍ وآخر، تبقى الرسالة الأهم: التفاصيل الصغيرة تُغيّر مسار المباريات الكبيرة، وما بين صفراء وحمراء قد تتبدّل الحكاية بالكامل.