نيوم.. مدينة المستقبل التي تعيد رسم خريطة العالم
أطلقت المملكة العربية السعودية مشروع نيوم كأحد أبرز مكونات رؤية 2030، ليكون مشروعًا حضاريًا رائدًا يغير ملامح المدن الحديثة ويضع المملكة في صدارة الابتكار العالمي، حيث يجمع بين الاستدامة والتقنية المتقدمة ونمط الحياة العصري، ليشكل بذلك نقلة نوعية في مستقبل التنمية الحضرية.
يمتد مشروع نيوم على مساحة 26,500 كيلومتر مربع في شمال غرب المملكة على ساحل البحر الأحمر، وهو موقع استراتيجي يربط بين ثلاث قارات كبرى هي آسيا وأوروبا وإفريقيا، كما يمر عبره ما يقارب 13% من حركة التجارة العالمية، مما يمنحه ميزة تنافسية كبرى في جذب الاستثمارات الدولية.
إقرأ ايضاً:الداخلية السعودية تفجر المفاجأة.. القبض على 18 ألف مخالف وتحذير صادم: هذا العقاب ينتظرهمبنزيما يصدم جماهير الاتحاد بعد الهزيمة الساحقة من النصر بهذا التصريح الناري فماذا قال؟!
يركز المشروع على إعادة تعريف مفهوم المدن الذكية عبر بيئة عصرية متكاملة، ومن أبرز مشاريعه مدينة "ذا لاين" التي تمتد 170 كيلومترًا في خط واحد دون سيارات أو طرق تقليدية، وتعتمد بشكل كامل على الطاقة المتجددة، وهو ما يجعلها نموذجًا عالميًا للمدن المستدامة.
كما تضم نيوم مشروع "أوكساجون" الذي يعد أكبر مدينة صناعية عائمة في العالم، حيث يجمع بين الابتكار والتقنيات الخضراء ليكون مركزًا صناعيًا ولوجستيًا عالميًا، ويعكس طموح المملكة في ريادة مستقبل الصناعة والتجارة.
وفي الجانب السياحي والترفيهي، تأتي "تروجينا" كوجهة جبلية فريدة توفر تجربة التزلج على الجليد في قلب الصحراء، إلى جانب أنشطة المغامرات والرياضات الشتوية، ما يجعل نيوم وجهة عالمية مميزة قادرة على استقطاب ملايين الزوار.
ولا يقتصر المشروع على البنية التحتية العملاقة، بل يضع الإنسان في صميم التنمية، حيث يسعى لتوفير أسلوب حياة متكامل يجمع بين رفاهية المعيشة والحفاظ على البيئة، من خلال الاعتماد على أحدث الابتكارات في مجالات الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي والروبوتات.
كما يفتح المشروع أبوابه أمام العقول المبدعة من مختلف أنحاء العالم، ويحفز الشركات الناشئة والرواد في قطاعات التقنية والطاقة الحيوية على تطوير حلول مستقبلية، ليصبح منصة عالمية للابتكار وريادة الأعمال.
وقد بدأت ملامح نيوم في الظهور مع تسارع وتيرة الإنشاءات والبنية التحتية، حيث أعلنت الشركة عن تحقيق إنجازات ملموسة في المرافق الأساسية والأنظمة الذكية، ما يعكس جدية التنفيذ وتحويل الرؤية إلى واقع ملموس.
يحظى المشروع بمتابعة عالمية واسعة من الخبراء والمستثمرين، إذ يُنظر إليه كنموذج جديد يعيد رسم خريطة المدن، خاصة أنه يضع الطبيعة والإنسان في قلب عملية التطوير، ويعد بفرص اقتصادية هائلة تتجاوز الحدود الإقليمية.
وبينما تمضي المملكة قدمًا في بناء نيوم، يترسخ المشروع كرمز لمستقبل مختلف يقدم للعالم مدينة استثنائية، ويؤكد قدرة السعودية على قيادة التحول الحضري والاقتصادي، ليبقى وعدًا للأجيال القادمة ومصدر إلهام عالمي.