كوكب هائم يبتلع الغاز والغبار بمعدل مذهل
كوكب هائم يبتلع الغاز والغبار بمعدل مذهل.. اكتشاف يغير فهم تكوّن الكواكب
كتب بواسطة: حكيم الحاج |

كشف علماء الفلك عن كوكب هائم في طور التكوين يتميز بعملية نمو استثنائية، إذ يبتلع نحو ستة مليارات طن من الغاز والغبار في الثانية، ما يخلق مشهدًا مذهلاً يمحو الحدود التقليدية بين الكواكب والنجوم، وفق دراسة نشرتها مجلة "ذي أستروفيزيكل جورنال ليترز".
إقرأ ايضاً:السعودية تفتح الباب لفرصة استثنائية عام 2025.. برنامج جديد يغيّر قواعد الإقامة للأبدقفزة جنونية في قلب الرياض.. محل صغير يتحول إلى ثروة بملايين الريالات خلال 3 عقود!

ويختلف هذا الكوكب عن كواكب المجموعة الشمسية مثل الأرض والمريخ والمشتري، إذ لا يدور حول نجم معين، بل يكتفي بالتجوال بحرية في الفضاء، ما يجعله أحد آلاف التريليونات المحتملة من هذه الكواكب الهائمة داخل مجرة درب التبانة وحدها.

ويحمل الكوكب اسم "تشا 1107-7626"، ويقع على مسافة تقارب 620 سنة ضوئية من الأرض في كوكبة الحرباء. وتقدر كتلته بما بين خمس إلى عشر مرات كتلة المشتري، ويقدر عمره بحوالي مليون إلى مليونين سنة، ما يضعه ضمن المراحل المبكرة جدًا لتكوّن الكواكب.

وأوضح الباحثون أن الكوكب يحيط به قرص من الغاز والغبار، وهو المسؤول عن معدل نموه السريع. ففي أغسطس الماضي، رُصد الكوكب وهو يبتلع المادة بمعدل مذهل بلغ ستة مليارات طن في الثانية، أي أسرع بثماني مرات مقارنة بالشهور السابقة، ما يعكس ديناميكية غير مسبوقة في عملية تكوّن العوالم.

وشارك في الدراسة فريق بحثي دولي من جامعة سانت أندروز البريطانية، وجامعة جونز هوبكنز الأمريكية، ومرصد باليرمو الإيطالي. وقد استخدم الباحثون بيانات تلسكوب "جيمس ويب" الحديث، بالإضافة إلى الملاحظات التي حصلوا عليها عبر التلسكوب الكبير جدًا (VLT) التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي.

وأظهرت المراقبات أن الكوكب يمتلك خصائص تشبه المراحل الأولى لتشكّل النجوم، بما في ذلك وجود بخار الماء أثناء مرحلة التراكم، وهي ميزة لم تُسجل سابقًا إلا لدى النجوم. وقد دفع هذا الاكتشاف العلماء لإعادة النظر في آليات تشكّل الكواكب والمراحل الأولية للعوالم الأخرى، وربما إعادة صياغة نماذج تكوّن العوالم الصغيرة والكبيرة في الكون.

ويؤكد الفريق البحثي أن هذا الكوكب الهائم يمثل فرصة نادرة لدراسة أسرار تكوّن الكواكب والنجوم معًا، ويشير إلى أن الملاحظات المستقبلية ستساعد على فهم أفضل لكيفية تراكم الغاز والغبار وتحولها إلى عوالم مكتملة، وربما إلى نجوم صغيرة في حال استمر النمو على نفس الوتيرة.

هذا الاكتشاف الجديد يفتح نافذة على أسرار الفضاء العميق، ويعيد تعريف العلاقة بين الكواكب والنجوم، ويبرز أهمية استخدام أدوات المراقبة الحديثة مثل تلسكوب جيمس ويب لدراسة الظواهر الفلكية النادرة.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار