يُعرف المدرب البرتغالي خورخي خيسوس، المدير الفني لنادي النصر السعودي، بدقته المفرطة في متابعة التفاصيل الصغيرة داخل الفريق، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بحالة اللاعبين البدنية والإصابات. هذه الصفة التي تميزه عن كثير من المدربين العالميين، كثيرًا ما تضع الطاقم الطبي للنادي تحت ضغطٍ متزايد بسبب التدخل المباشر للمدرب في تقييم جاهزية اللاعبين.
إقرأ ايضاً:بعد انتظار طويل.. خطوة سعودية بـ73 مليون ريال قد تغيّر خريطة صناعة الألمنيومبعد الارتفاع الكبير أمس.. مفاجأة غير متوقعة في أسعار الذهب اليوم الأربعاء 15 أكتوبر

ورغم أن هذا الأسلوب قد يبدو مرهقًا للبعض، إلا أن أخصائي العلاج الطبيعي ثامر الشهراني يرى أن وراءه جانبًا إيجابيًا مهمًا، حيث أوضح في تصريح خاص أن اهتمام خيسوس بمتابعة الحالات الطبية بشكل شخصي يعكس حرصه الكبير على صحة لاعبيه، مؤكدًا أن مثل هذا السلوك الاحترافي هو ما يميز المدربين أصحاب الخبرة العالية والرؤية الواضحة.

وقال الشهراني إن هذا النوع من المتابعة الدقيقة لا يقتصر على التدخل في التقارير الطبية فقط، بل يشمل أيضًا مراقبة استجابة اللاعبين خلال التدريبات ومدى استعدادهم للمشاركة في المباريات، مضيفًا:

“حرص خيسوس على معرفة كل تفاصيل حالة اللاعب الصحية يعني أنه يسعى لاتخاذ قرارات دقيقة ومبنية على معلومات حقيقية، وليس مجرد تقديرات”.

وأشار إلى أن بعض اللاعبين قد يضطرون أحيانًا لاستخدام المسكنات أو الأربطة الطبية للمشاركة في المباريات المهمة، وهنا تبرز أهمية وعي المدرب في اتخاذ القرار الصائب بين مصلحة الفريق على المدى القصير وصحة اللاعب على المدى الطويل.

وأكد الشهراني أن إدارة فرق كبرى مثل النصر تحتاج إلى تكامل حقيقي بين الجهاز الفني والطبي، بحيث لا يُتخذ أي قرار إلا بعد دراسة شاملة للجوانب البدنية والفنية. وأوضح أن وجود مدرب بشخصية قوية مثل خيسوس يجعل الطاقم الطبي في وضع تحدٍّ مستمر لتقديم أفضل أداء مهني ممكن، وهو ما ينعكس إيجابًا على مستوى الفريق العام.

كما أشار الأخصائي إلى أن قيادة الطواقم الطبية المحترفة داخل الأندية الكبيرة تحتاج إلى أسماء تمتلك خبرة واسعة في التعامل مع الضغوط، إلى جانب فهم فلسفة المدرب ومتطلباته اليومية، مؤكدًا أن تحقيق التوازن بين الصحة البدنية والأداء الفني هو العامل الحاسم لنجاح أي منظومة رياضية.

واختتم الشهراني حديثه بالتأكيد على أن تعامل خيسوس مع ملف الإصابات يعكس رؤية احترافية متقدمة، وأن اهتمامه بتفاصيل صغيرة مثل نوعية العلاجات وفترات الراحة هو ما يجعل لاعبي النصر في جاهزية عالية معظم فترات الموسم، رغم الجدول المزدحم بالمباريات والبطولات المحلية والقارية.