زواج الذكاء الاصطناعي
قانون غريب في أمريكا يثير الجدل.. لماذا قررت ولاية أوهايو منع الزواج من الذكاء الاصطناعي؟
كتب بواسطة: محمد حازم |

يشهد العالم في السنوات الأخيرة طفرة غير مسبوقة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومع هذا التطور المتسارع، لم يعد استخدامه يقتصر على الأعمال التقنية أو المساعدة الرقمية، بل تجاوز ذلك ليصبح جزءًا من حياة الإنسان الاجتماعية والعاطفية. فقد بدأ كثير من المستخدمين حول العالم في بناء علاقات عاطفية مع روبوتات الدردشة الذكية، معتبرين إياها أصدقاء مقربين، بل وأحيانًا شركاء حياة، وهو ما أثار جدلًا واسعًا حول مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على العلاقات الإنسانية ومستقبلها.
إقرأ ايضاً:مع برودة الخريف… أطعمة “سحرية” تحميك من العدوى وتقوي المناعة قبل موجة الشتاء!تحذير غير مسبوق من أرامكو… أزمة نفطية تلوح في الأفق والعالم أمام اختبار صعب!

وفي ظل هذا التوجه الغريب، برزت مبادرة تشريعية فريدة من نوعها في الولايات المتحدة، وتحديدًا في ولاية أوهايو، حيث تم تقديم مشروع قانون جديد يهدف إلى منع الزواج بين البشر وروبوتات الدردشة أو أي نظام ذكاء اصطناعي مشابه.

مشروع القانون الذي قدّمه النائب ثاديوس كلاجيت، رئيس لجنة التكنولوجيا والابتكار في مجلس النواب الأمريكي، يحمل رقم (469)، وتم رفعه إلى المجلس التشريعي في سبتمبر 2025، وذلك بعد رصد تنامي ظاهرة التعلّق العاطفي بالذكاء الاصطناعي، والتي دفعت بعض المستخدمين للتعبير عن رغبتهم في الزواج من روبوتات الدردشة.

وبحسب تقارير صحفية، من أبرزها تقرير نشرته شبكة NBC4، فإن المشرعين في أوهايو يناقشون حاليًا الآثار القانونية والأخلاقية لهذا النوع من العلاقات، مؤكدين أن الاعتراف بزواج البشر من أنظمة الذكاء الاصطناعي قد يفتح الباب أمام إشكاليات قانونية خطيرة تمس مفهوم الأسرة والحقوق الشخصية.

ويؤكد مشروع القانون المقترح أن أي محاولة لإقامة اتحاد رسمي أو علاقة زواج مع روبوت دردشة ستكون باطلة قانونيًا، ولن يتم الاعتراف بها في الولاية. كما يمنع النص أي محاولة مستقبلية لمنح الذكاء الاصطناعي صفة قانونية كشخص أو شريك منزلي.

المثير أن عدداً متزايداً من الأفراد باتوا يعلنون ارتباطهم عاطفيًا بروبوتات الدردشة، ويصفونها بأنها أكثر فهمًا وتفاعلًا من البشر، ما يعكس التحول الكبير في طبيعة العلاقات الاجتماعية.

ويُشير محللون إلى أن تبنّي هذا القانون في أوهايو قد يُشكّل سابقة قانونية في الولايات المتحدة، وقد يدفع ولايات أخرى إلى اتخاذ مواقف مماثلة مستقبلاً. فبينما يرى البعض أن هذه الخطوة تحافظ على القيم الاجتماعية، يراها آخرون تقييدًا لتطور الذكاء الاصطناعي في مجال العواطف والعلاقات الإنسانية.

ومع استمرار الجدل بين المؤيدين والمعارضين، تبقى الحقيقة أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تقنية، بل تحول إلى طرف مؤثر في حياة البشر، ما يفرض على المجتمعات التفكير بعمق في كيفية التعامل معه من منظور أخلاقي وقانوني في المستقبل القريب.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار