شهدت الأسواق الآسيوية تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم، متأثرة بموجة بيع قوية لأسهم شركات التكنولوجيا بعد الأداء الضعيف الذي سجلته مؤشرات وول ستريت الأميركية. وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي حالة من الترقب بسبب التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب المخاوف المتعلقة بسياسات البنوك المركزية وتأثيرها على معدلات النمو والتضخم. ويبدو أن المستثمرين يتجهون نحو الحذر في ظل غياب رؤية واضحة لاتجاهات السوق خلال الفترة المقبلة.
إقرأ ايضاً:مهارة-تك.. منصة تعليمية ذكية تقود مستقبل التعلم الرقمي في العالم العربيأوبن أيه آي تطلق متصفح إنترنت جديد يعمل بالذكاء الاصطناعي لتنافس به عمالقة التكنولوجيا
هبوط جماعي في مؤشرات آسيا بسبب قطاع التكنولوجيا
سجلت الأسهم الصينية واليابانية تراجعًا متفاوتًا نتيجة ضغوط متزايدة على قطاع التكنولوجيا، إذ انخفض مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنسبة 0.8%، بينما تراجع مؤشر «شنغهاي المركب» بنحو 0.1%. كما شهدت اليابان أداءً متذبذبًا في مؤشر «نيكي 225» الذي أغلق مستقرًا تقريبًا عند مستوى 49,307 نقطة بعد انتخاب ساناي تاكايتشي كأول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في البلاد. وتأثرت أسهم الشركات التكنولوجية الكبرى، وعلى رأسها مجموعة «سوفت بنك» التي هبطت بنحو 5% نتيجة موجة البيع العالمية في هذا القطاع. وفي المقابل، ارتفع مؤشر «كوسبي» الكوري الجنوبي بنسبة 1.6% مدعومًا بتحركات إيجابية من الشركات الصناعية والتصديرية، فيما حافظت العقود الآجلة الأميركية على مكاسب طفيفة مع تحسن طفيف في أسعار النفط.
تأثير التوترات التجارية والسياسات الاقتصادية في الأسواق
جاء التراجع في الأسواق الصينية بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، التي أثارت الشكوك حول إمكانية عقد لقاء قريب مع نظيره الصيني شي جينبينغ لمناقشة القضايا الاقتصادية العالقة. هذه التصريحات زادت من حالة الغموض حول مستقبل العلاقات التجارية بين البلدين، خاصة في ظل سعي الإدارة الأميركية لتقليص الرسوم الجمركية على بعض السلع الأجنبية. وفي اليابان، أعلنت الحكومة ارتفاع الصادرات بنسبة 4.2% خلال سبتمبر بدعم من الطلب الآسيوي، رغم انخفاض الشحنات المتجهة إلى الولايات المتحدة بنسبة 13% بسبب الرسوم المفروضة على السيارات، ما يعكس استمرار الضغوط على التجارة العالمية رغم التعافي الجزئي في بعض القطاعات.
تراجع أسهم التكنولوجيا الأميركية يزيد المخاوف العالمية
تأثرت الأسواق الآسيوية بالأداء الضعيف لمؤشرات وول ستريت، حيث تراجع مؤشر «ناسداك» بنحو 0.2% نتيجة انخفاض أسهم الشركات الكبرى مثل «ألفابت» و«برودكوم»، في حين ارتفع «داو جونز» بنسبة 0.5% مسجلًا مستوى قياسيًا جديدًا. ومع ذلك، تبقى مخاوف المستثمرين قائمة بشأن المبالغة في تقييمات الأسهم، خصوصًا بعد ارتفاع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بأكثر من 35% منذ أبريل الماضي. ويترقب المستثمرون صدور تقرير وزارة التجارة الأميركية حول أسعار المستهلكين نهاية الأسبوع، والذي من المتوقع أن يحدد توجهات السياسة النقدية المقبلة في ظل الإغلاق الحكومي الذي عطّل صدور بيانات اقتصادية مهمة.
تظهر المؤشرات أن الأسواق العالمية تمر بمرحلة دقيقة من التقييم وإعادة التوازن، إذ يسعى المستثمرون إلى فهم تأثير العوامل السياسية والاقتصادية على حركة الأسهم. ومع استمرار التذبذبات في قطاع التكنولوجيا وارتفاع معدلات القلق بشأن التضخم، يبدو أن الأسواق الآسيوية ستظل رهينة للأحداث الأميركية والتطورات الجيوسياسية خلال الفترة المقبلة.
