يعتبر موسم حصاد الزيتون في الضفة الغربية حدثًا محوريًا بالنسبة للفلسطينيين، ليس فقط من الناحية الاقتصادية بل أيضًا من الناحية الرمزية، إذ يعكس هذا الموسم صمود الفلسطينيين وتمسكهم بأرضهم وتراثهم الزراعي. مع بداية أكتوبر، بدأ المزارعون الفلسطينيون بالتحرك نحو حقول الزيتون، لكن الموسم هذا العام لم يخلُ من العنف، إذ تصاعدت الهجمات التي ينفذها مستوطنون إسرائيليون، ما أثار قلق المجتمع الدولي حول استمرار هذه الاعتداءات وتأثيرها على الاقتصاد المحلي والمزارعين.
إقرأ ايضاً:
تصاعد الهجمات وتأثيرها على المزارعين
شهد موسم حصاد الزيتون في الضفة الغربية منذ مطلع أكتوبر تسجيل أكثر من 158 هجومًا على المزارعين الفلسطينيين، وفقًا لتقارير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة للسلطة الفلسطينية. وقال مسؤول في الأمم المتحدة إن هذه الهجمات شهدت زيادة بنسبة 13% مقارنة بنفس الفترة في موسم العام الماضي. العديد من المزارعين تعرضوا للاعتداءات الجسدية أثناء عملهم، ومنهم السيدة عفاف أبو عليا التي تعرضت لضرب على رأسها أثناء جمع الزيتون في قرية ترمسعيا، وهو ما يعكس خطورة الوضع على الأرض ويبرز التحديات التي تواجه المزارعين في أداء مهامهم اليومية.
الأهمية الاقتصادية والرمزية لموسم الزيتون
لا يقتصر دور الزيتون على كونه محصولًا زراعيًا رئيسيًا، بل يحمل أهمية اقتصادية كبيرة، إذ يشكل مصدر دخل رئيسي للعديد من العائلات الفلسطينية. إضافة إلى ذلك، تمثل أشجار الزيتون رمزية قوية للارتباط بالأرض والهوية الفلسطينية، وهو ما يفسر سبب استهداف المستوطنين لهذه الأشجار خلال موسم الحصاد. يؤكد المزارعون أن استمرار هذه الاعتداءات يهدد استدامة الزراعة ويزيد من التحديات المعيشية للفلسطينيين، ويستدعي تدخل المجتمع الدولي للحد من هذه الهجمات وضمان حماية المزارعين وممتلكاتهم.
جهود المجتمع الدولي ودور الهيئات المحلية
تعمل الجهات الفلسطينية والمنظمات الدولية على مراقبة الوضع وتوثيق الانتهاكات، كما تسعى إلى تقديم الدعم اللازم للمزارعين المتضررين. ويشير ناشطون إلى أن تكثيف الاعتداءات منذ عام 2023 يعكس تصاعد العنف ويستدعي حلولًا عاجلة تشمل زيادة الحماية القانونية والأمنية لمزارعي الزيتون، وتأمين حقهم في الوصول إلى أراضيهم بحرية وأمان خلال موسم الحصاد، بما يحافظ على التراث الزراعي والاقتصادي للمنطقة.
على الرغم من التحديات، يواصل المزارعون الفلسطينيون العمل بصبر وإصرار، مؤكدين أن موسم الزيتون يظل رمزًا للصمود والارتباط بالأرض، وأن الحفاظ على هذا التراث يتطلب دعمًا دوليًا مستمرًا وجهودًا محلية لحماية المزارعين من التهديدات المتكررة وضمان استمرارية الزراعة في الضفة الغربية.