يشهد التعاون السعودي الباكستاني مرحلة جديدة من التطور الاقتصادي، بعد توقيع اتفاقية إطار للتعاون بين البلدين تهدف إلى توسيع الاستثمارات وتعزيز التبادل التجاري في قطاعات متعددة. تأتي هذه الخطوة استمرارًا للعلاقات التاريخية الممتدة بين الرياض وإسلام آباد والتي تجاوزت ثمانية عقود من التعاون المشترك، بما يرسخ مكانة البلدين كشريكين استراتيجيين في المنطقة.
إقرأ ايضاً:تعليم مكة يختتم معرض إبداع 2026 بمشاركة طلابية متميزة تجسد روح الابتكار العلمي في المملكةوزارة التعليم تحتفي بإنجاز تعليم الطائف في برنامج مدرستي أجمل وتكشف أسرار التميز التربوي
تعزيز الشراكة الاقتصادية وتوسيع نطاق الاستثمار
الاتفاقية الجديدة بين السعودية وباكستان تمثل نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية، إذ تركز على سبعة قطاعات ذات أولوية تشمل الطاقة، الصناعة، التعدين، تقنية المعلومات، السياحة، الزراعة، والأمن الغذائي. كما تضمنت الاتفاقية مشروع الربط الكهربائي بين البلدين لتعزيز التكامل الإقليمي ودعم استقرار منظومات الطاقة في جنوب آسيا والشرق الأوسط. وأكد الجانبان خلال توقيع الاتفاقية على أهمية تمكين القطاع الخاص وتوسيع دوره في المشاريع الاستثمارية المشتركة، مع بحث فرص جديدة تسهم في تنويع الاقتصادين السعودي والباكستاني. كما تم الاتفاق على دراسة عدد من المشاريع الكبرى في مجالات الطاقة المتجددة والخدمات اللوجستية والبنية التحتية، في ضوء رؤية السعودية 2030 وبرامج التحول الاقتصادي في باكستان.
مجلس التنسيق الأعلى وتنامي العلاقات التجارية
يستعد البلدان لعقد اجتماع مجلس التنسيق الأعلى السعودي الباكستاني الذي تم تأسيسه خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى باكستان عام 2019، والذي أسفر آنذاك عن توقيع اتفاقيات تجاوزت قيمتها 20 مليار دولار. ومنذ ذلك الحين شهد حجم التبادل التجاري بين البلدين نموًا بنسبة 80% ليصل إلى أكثر من 21 مليار دولار حتى نهاية عام 2024، كما ارتفع عدد الشركات الباكستانية العاملة في المملكة إلى نحو ألفي شركة. وفي المقابل، يسعى المستثمرون السعوديون إلى التوسع في الأسواق الباكستانية عبر مشاريع في مجالات الزراعة والطاقة والصحة والتعليم، مما يعزز فرص التنمية المستدامة ويدعم الشراكات الاقتصادية طويلة المدى.
دور الصندوق السعودي للتنمية ودعم التكامل الإقليمي
يشكل الصندوق السعودي للتنمية (https://www.sfd.gov.sa) أحد أعمدة الدعم الاقتصادي لباكستان، إذ قدم تمويلات تجاوزت مليار دولار للمشتقات النفطية إلى جانب 18 مشروعًا وبرنامجًا إنمائيًا بقيمة تفوق 533 مليون دولار. وتؤكد هذه المبادرات التزام المملكة بمساندة الاقتصاد الباكستاني ودعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية فيه. كما تعكس هذه الجهود التزام الرياض وإسلام آباد بترسيخ التعاون الإقليمي ومواجهة التحديات الاقتصادية المشتركة، إلى جانب توقيع اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك التي تهدف إلى تعزيز الأمن والسلام في المنطقة.
يؤكد الاتفاق السعودي الباكستاني الجديد أن العلاقات بين البلدين تدخل مرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي والاستثماري، مدفوعة برؤية استراتيجية تسعى لتحقيق الاستقرار والنمو الإقليمي، وتعزيز الشراكة نحو مستقبل أكثر ازدهارًا وتوازنًا للطرفين.