في خطوة وُصفت بأنها الأجرأ في تاريخها التقني، أعلنت شركة أوبر (Uber) عن خططها لنشر 100 ألف مركبة ذاتية القيادة ضمن منصتها العالمية خلال السنوات القليلة القادمة، في مشروع ضخم يهدف إلى إحداث ثورة في عالم النقل التشاركي.
وأكدت الشركة أن هذه الخطوة ستتم بالتعاون مع عملاق الرقائق الإلكترونية الأمريكي إنفيديا (NVIDIA)، التي ستتولى تزويد السيارات بأنظمة حوسبة متطورة قادرة على تشغيل تقنيات القيادة الذاتية بكفاءة وأمان عاليين.
 إقرأ ايضاً:تعليم الرياض يُعلن بدء الدوام الشتوي الأحد المقبل.. تفاصيل المواعيد الجديدة للمدارسكيف يؤثر الشتاء على المفاصل؟ خبراء يحذرون من زيادة الألم ويقدمون نصائح مهمة
ووفقًا للتفاصيل التي كشفتها أوبر، فإن المنصة الجديدة للقيادة الذاتية التي تطورها إنفيديا سيتم دمجها في مجموعة من السيارات التي تنتجها كبرى شركات صناعة المركبات حول العالم. ويُتوقع أن يكون هذا المشروع هو النواة الأساسية لتوسيع خدمات النقل الذكي المعتمد على الذكاء الاصطناعي في المدن الكبرى.
ورغم أن الشركة لم تعلن حتى الآن عن الموعد الدقيق لبدء تشغيل الـ100 ألف مركبة ذاتية القيادة، إلا أنها أكدت أن أولى السيارات المزودة بالتقنية الجديدة ستبدأ بالظهور على الطرق خلال عام 2027، لتكون أولى مراحل التحول الكامل نحو النقل الذاتي داخل منظومة أوبر.
وكشفت الشركة أيضًا أن ما لا يقل عن خمسة آلاف مركبة من هذا الأسطول الجديد سيتم إنتاجها من قبل شركة ستيلانتيس (Stellantis) المالكة للعلامة التجارية الشهيرة أوبل (Opel)، على أن تنضم شركات أخرى مثل مرسيدس بنز الألمانية ولوسيد موتورز الأمريكية المتخصصة في السيارات الكهربائية إلى المشروع من خلال تطوير سيارات متوافقة مع أنظمة إنفيديا للقيادة الذاتية.
وتُشير التقارير إلى أن التعاون بين أوبر وإنفيديا سيُعيد رسم مستقبل النقل الذكي، خصوصًا بعد أن كانت أوبر قد تخلت قبل سنوات عن مشروعها لتقنيات القيادة الذاتية، عقب حادث مأساوي وقع أثناء مرحلة الاختبار التجريبي. لكن يبدو أن التطور الكبير في قدرات الذكاء الاصطناعي جعل الشركة تعود إلى هذا المجال بثقة أكبر وإمكانات تقنية تفوق ما كان متاحًا سابقًا.
ومن الجدير بالذكر أن شركة وايمو (Waymo) التابعة لـ ألفابت (Alphabet) – الشركة الأم لجوجل – تقدم بالفعل رحلات تجريبية عبر تطبيق أوبر في عدد من المدن الأمريكية، مما يؤكد أن سوق النقل الذاتي أصبح ميدان تنافس مفتوح بين عمالقة التقنية والسيارات.
وتسعى أوبر من خلال هذه الخطوة إلى بناء منظومة نقل تعتمد كليًا على الأتمتة والذكاء الاصطناعي، لتقليل التكاليف التشغيلية وتحسين الأمان وتجربة الركاب في آن واحد. ومع اقتراب موعد الإطلاق الرسمي، يبدو أن العالم يستعد لحقبة جديدة في تاريخ المواصلات، قد تغيّر مفهوم التنقل تمامًا كما فعلت أوبر عند ظهورها الأول.
 
                 
                             
                             
                             
                             
                            