في خطوة وُصفت بأنها "العودة الكبرى"، أعلنت شركة أديس الإماراتية عن استئناف عقودها المتوقفة في السوق السعودي بعد فترة من التعليق المؤقت، لتبدأ مرحلة جديدة من التوسع في قطاع الحفر البحري والبري. وتأتي هذه العودة في وقت حساس تشهد فيه المنطقة واحدة من أكبر الطفرات في صناعة الطاقة خلال العقدين الأخيرين.
إقرأ ايضاً:فرص نادرة في جامعة سعودية مرموقة.. وظائف أكاديمية وإدارية بشروط مميزة ورواتب مجزيةبيان غامض يُشعل أزمة داخل ريال مدريد.. فينيسيوس يفتح النار على شخص غير متوقع!
ووفقاً للمصادر، تستعد أديس لاستخدام منصتي أدمارين 510 و501 لتغطية مشاريع الحفر داخل المملكة، مع تحقيق معدل تشغيل تجاوز 90%، ما يعكس الطلب المتزايد على خدمات الشركة وكفاءتها التشغيلية العالية. هذا المعدل المرتفع يعطي مؤشراً واضحاً على مستقبل مزدهر يمتد لعامين على الأقل، بحسب ما أكده الخبير الاقتصادي د. محمد العتيبي قائلاً:
"السعودية تُسرّع خطواتها في تنفيذ رؤية 2030، وعودة أديس إلى السوق تمثل ترسيخاً لاستراتيجية الدولة في تطوير قطاع الطاقة والبنية التحتية."
وكانت بعض العقود المبرمة مع الشركة قد تم تعليقها مؤقتاً في النصف الأول من عام 2025 بسبب تقلبات السوق العالمية. ومع تحسن الظروف الاقتصادية وارتفاع أسعار النفط، قررت الشركة العودة بكامل قوتها إلى المشاريع السعودية، ما يعكس ثقة القطاع الخاص في الاستقرار الاقتصادي السعودي واستدامة الطلب على الطاقة.
المنصات العملاقة التابعة لأديس، والتي يصل حجم إحداها إلى مساحة ملعبي كرة قدم، ستعمل على استخراج الطاقة من أعماق الخليج العربي، في مشهد يعيد للأذهان بدايات ازدهار النفط في المنطقة.
ويرى محللون أن هذه العودة لا تمثل فقط انتعاشاً لشركة أديس، بل تشكل نقطة تحول كبرى في مشهد الطاقة الخليجي، إذ من المتوقع أن تخلق فرص عمل جديدة وتدعم سلاسل الإمداد وقطاعات الخدمات اللوجستية. كما من المنتظر أن تنعكس آثارها على الاقتصاد المحلي من حيث زيادة الاستثمارات واستقرار أسعار الطاقة على المدى المتوسط.
ويبدو أن المنافسين في قطاع الطاقة ينظرون بقلق إلى هذه العودة القوية، بينما يرحب المستثمرون بها كفرصة واعدة ضمن بيئة استثمارية تتسارع نحو التحول.
ختاماً، يمكن القول إن يناير 2026 لن يكون شهراً عادياً في تاريخ الطاقة بالخليج، فعودة أديس ليست مجرد صفقة تجارية، بل إشارة لبداية مرحلة جديدة من النمو والتنافس في سوق الطاقة السعودي.