في خطوة تؤكد التزام المملكة العربية السعودية بدعم الشعب اليمني واستقراره، أعلنت الرياض عن حزمة جديدة من المساعدات التنموية بقيمة 368 مليون دولار عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن. هذا الدعم الضخم يأتي ضمن جهود المملكة لتحسين مستوى المعيشة وتعزيز البنية التحتية والخدمات الأساسية لأكثر من 11 مليون يمني في مختلف المحافظات.
إقرأ ايضاً:عرض تمويلي مفاجئ على تويوتا كورولا 2025 في السعودية.. تفاصيل قد تغيّر قراركفرص نادرة في جامعة سعودية مرموقة.. وظائف أكاديمية وإدارية بشروط مميزة ورواتب مجزية
تتضمن الحزمة الجديدة تمويل الموازنة العامة اليمنية، وتوفير المشتقات النفطية لمحطات الكهرباء، إضافة إلى مشاريع استراتيجية لتأهيل الطرق الحيوية وتطوير التعليم وبناء القدرات المؤسسية. ووقّع البرنامج السعودي مع الحكومة اليمنية اتفاقيتين تنمويتين ومذكرة تعاون تستهدف تحقيق استقرار اقتصادي وتنموي شامل، مع تخصيص 85% من الدعم لصرف رواتب موظفي الدولة، في خطوة تسعى لضمان الاستقرار المعيشي والاجتماعي.
كما يشمل الدعم توفير الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء، ما يسهم في إنهاء أزمة الانقطاعات المتكررة التي عانى منها اليمنيون لسنوات. هذه الخطوة ستزيد من ساعات التشغيل وتحسن الخدمات الأساسية التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر.
وفي قطاع النقل، أطلق البرنامج مشروعاً ضخماً لإعادة تأهيل طريق العبر الدولي الاستراتيجي الذي يخدم ملايين اليمنيين ويربط البلاد بالمملكة، ما يعزز حركة التجارة والتنقل بين الجانبين. كما شهدت محافظة عدن تنفيذ مشاريع لتأهيل أربعة طرق رئيسية هي: طريق ساحل أبين، وطريق كالتكس - الحسوة، وطريق شاهيناز، وطريق التسعين، لتحسين الحركة المرورية ودعم النشاط التجاري.
وأكد رئيس الوزراء اليمني الدكتور سالم بن بريك أن هذا الدعم يجسّد متانة العلاقات بين البلدين، موضحاً أن الاتفاقيات الموقعة تلبي أولويات الشعب اليمني وتستجيب لاحتياجاته الفعلية. من جهته، أشار محمد آل جابر، المشرف العام على البرنامج السعودي، إلى أن الدعم الجديد يهدف إلى تحقيق أثر تنموي مباشر ومستدام في الاقتصاد والخدمات العامة، بما يضمن استقرار اليمن وتنميته.
وفي الجانب التعليمي، يواصل البرنامج تنفيذ مشروع الشهادات الدولية المهنية في التدريس لتأهيل 200 معلم ومعلمة من محافظات عدن وحضرموت وتعز، ضمن خطة تدريب تمتد لسبعة أشهر وتغطي أكثر من 50 مهارة تربوية متقدمة.
كما يستمر مشروع "مسام" لنزع الألغام في إنجازاته، حيث نجح خلال الأسابيع الأخيرة في إزالة أكثر من 4 آلاف لغم وعبوة ناسفة وتطهير أكثر من مليون متر مربع من الأراضي اليمنية، ما ساهم في حماية الأرواح وعودة الأراضي للاستخدام الآمن.
يُذكر أن البرنامج السعودي نفذ حتى الآن 265 مشروعاً ومبادرة في ثمانية قطاعات حيوية تشمل التعليم، الصحة، المياه، الطاقة، النقل، الزراعة، الثروة السمكية، وتنمية القدرات الحكومية. هذه المشاريع تشكل خريطة طريق نحو يمن مستقر ومزدهر بفضل الشراكة التنموية بين الرياض وصنعاء.
