" دراسة أمريكية تكشف مفاجأة صادمة حول السيارات الكهربائية.. الحقيقة ليست كما تظن! | السعودية ويب
السيارات الكهربائية
دراسة أمريكية تكشف مفاجأة صادمة حول السيارات الكهربائية.. الحقيقة ليست كما تظن!
كتب بواسطة: حاتم بن فهد |

لطالما تم الترويج للمركبات الكهربائية على أنها المنقذ البيئي لكوكب الأرض، وأنها الحل المثالي للقضاء على الانبعاثات الكربونية الضارة، لكن دراسة حديثة أجرتها جامعة ديوك الأمريكية كشفت جانبًا آخر من الحقيقة، مؤكدّة أن هذه السيارات قد تكون أكثر تلويثًا من نظيراتها العاملة بالبنزين أو الديزل خلال السنوات الأولى من عمرها التشغيلي.
إقرأ ايضاً:تحركات رقابية مكثفة تكشف عن مخالفات مفاجئة داخل جهات حكومية بارزة بالسعوديةاتفاق جديد في الرياض يفتح آفاقاً استثمارية واعدة بين السعودية ودولة بعيدة في أمريكا الجنوبية

ووفقًا لنتائج الدراسة التي أُجريت باستخدام نموذج تحليل بيئي شامل، فإن السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات تنتج انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أعلى بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالسيارات التقليدية خلال أول عامين من الاستخدام، وهو ما يتناقض مع الصورة الشائعة عنها بأنها “خالية من الانبعاثات”.

وأوضح الدكتور بانكاج سادافارت، الباحث الرئيسي في الدراسة، أن السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع في الانبعاثات يعود إلى تعدين الليثيوم وتصنيع البطاريات، مؤكدًا أن هاتين العمليتين تمثلان حوالي 50% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن كل مركبة كهربائية خلال سنتها الأولى.

وتتم عمليات استخراج الليثيوم في دول مثل أستراليا وتشيلي والصين، حيث تُستخدم كميات ضخمة من الطاقة والمياه في استخراج المواد الخام، ما يؤدي إلى تلوث بيئي كبير إذا لم تُتبع أعلى معايير الأمان البيئي. كما أن مصانع إنتاج البطاريات تحتاج إلى طاقة هائلة لتجميع الخلايا وتشكيل الحزم، وهو ما يزيد من البصمة الكربونية قبل أن تغادر السيارة خط الإنتاج.

ورغم هذا “البداية الملوثة”، تشير الدراسة إلى أن المركبات الكهربائية تبدأ في تحقيق تفوق بيئي بعد مرور عامين من الاستخدام، بفضل غياب الانبعاثات المباشرة أثناء القيادة، مما يسمح لها بتعويض الأثر البيئي الأولي المرتفع.

وباحتساب متوسط العمر الافتراضي للسيارة الكهربائية (نحو 18 عامًا)، فإنها تسهم في النهاية في خفض كبير لانبعاثات الكربون التراكمية مقارنة بالسيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري. كما تقدر الدراسة أن الأضرار البيئية السنوية لسيارة كهربائية تبلغ نحو 629 دولارًا فقط، مقابل حوالي 1605 دولارات لسيارة تقليدية.

لكن الدراسة نبهت إلى نوع آخر من التلوث، وهو “التلوث غير الناتج عن العادم”، موضحة أن وزن البطاريات الكبير يؤدي إلى زيادة تآكل الإطارات ووسادات الفرامل، ما ينتج جسيمات دقيقة أكثر سمية من تلك التي تصدرها سيارات الديزل أثناء الكبح.

واختتم الباحثون نتائجهم بالتأكيد على أن السيارات الكهربائية ليست “خالية من الانبعاثات” تمامًا، بل هي حل طويل المدى فقط عندما تُستخدم مع مصادر طاقة نظيفة، محذرين من تجاهل الأثر البيئي الأولي الناتج عن عمليات التصنيع والتعدين.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار