في مبادرة رائدة تجمع بين الحفاظ على التراث وتأهيل الكفاءات الوطنية، أطلق مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية بالتعاون مع هيئة التراث والمعهد الملكي للفنون التقليدية (وِرث) برنامجًا تدريبيًا ميدانيًا يستهدف 15 طالبًا وطالبة سعوديين، بهدف إشراكهم في عمليات تطوير وترميم عدد من المساجد التاريخية في مختلف مناطق المملكة.
 إقرأ ايضاً:تحذير رسمي.. الصناعة توجه تنبيهًا عاجلًا لمصنّعي الأجهزة الغازية وتكشف التفاصيلمشاركة سعودية لافتة في برشلونة.. ما الذي قدّمته الرياض في معرض المدن الذكية 2025؟
يستمر البرنامج لمدة ستة أشهر كاملة، يتلقى خلالها المتدربون تدريبًا عمليًا مكثفًا في أساليب البناء التقليدي بالطين وصناعة الأخشاب التراثية، بإشراف نخبة من المهندسين السعوديين المتخصصين في العمارة التراثية. كما يجري حاليًا الإعداد لانضمام دفعة جديدة من 15 طالبًا وطالبة خلال الأيام المقبلة، ليستمر البرنامج حتى مطلع عام 2026م.
ويأتي هذا المشروع ضمن جهود المملكة لتمكين الشباب السعودي من اكتساب مهارات البناء التقليدي والمحافظة على الهوية العمرانية الأصيلة، انسجامًا مع رؤية السعودية 2030 التي تضع صون التراث العمراني والثقافي في صميم أولوياتها.
مرحلتان وبرنامج متكامل
من المقرر أن تنطلق المرحلة الثانية من البرنامج خلال شهر نوفمبر الجاري، حيث تستقبل دفعة جديدة من طلاب وطالبات المعهد الملكي للفنون التقليدية، في حين يواصل طلاب المرحلة الأولى تدريبهم العملي في مواقع العمل الميدانية، بالتعاون مع الشركات المنفذة لمشروعات تطوير المساجد.
ويُعد هذا التدريب تجربة عملية حقيقية، إذ يتيح للطلاب فرصة التفاعل المباشر مع بيئة العمل التراثية وفهم تفاصيل تقنيات البناء التقليدي والصيانة اليدوية.
مساران تدريبيان متخصّصان
ينقسم البرنامج إلى مسارين رئيسيين:
- 
	
البناء التقليدي بالطين: يتعلم فيه المتدربون أساسيات حرفة البناء باستخدام المواد المحلية التقليدية، ضمن مشاريع المساجد التاريخية التي يجري ترميمها.
 - 
	
صناعة الأبواب النجدية التراثية: يركّز هذا المسار على تعليم المتدربين تقنيات النجارة والنحت وصناعة الأبواب الخشبية التقليدية التي تتميز بها العمارة النجدية الأصيلة.
 
أهداف المشروع وأبعاده الثقافية
ويُعد مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية من أبرز المبادرات الوطنية للحفاظ على الهوية المعمارية السعودية، إذ شملت مرحلته الأولى 30 مسجدًا في 10 مناطق، فيما تغطي المرحلة الثانية 30 مسجدًا إضافيًا في 13 منطقة.
ويهدف المشروع إلى إعادة تأهيل المساجد التاريخية لتكون صالحة للعبادة، مع استعادة أصالتها العمرانية وإبراز قيمها الحضارية والثقافية، بما يعكس العمق التاريخي والديني للمملكة، ويسهم في تحقيق التوازن بين أساليب البناء التقليدية والمعايير الحديثة لضمان استدامة هذه المعالم الروحية عبر الأجيال.
بهذا، يمثّل البرنامج التدريبي أحد النماذج الملهمة في ربط التعليم الميداني بالحفاظ على التراث، ويجسّد رؤية المملكة نحو مجتمع يعتز بماضيه ويبني مستقبله بمهارات أبنائه.