في مشهد يعكس الحيوية الثقافية التي تشهدها العاصمة السعودية، انطلقت فعاليات النسخة الثانية من مبادرة "انسجام عالمي 2" بتنظيم من وزارة الإعلام وبالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، ضمن مبادرات برنامج جودة الحياة، في إطار دعم مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تعزيز التنوّع الثقافي والإنساني داخل المجتمع السعودي.
إقرأ ايضاً:تحركات إنجليزية تعيد الجدل حول مستقبل نجم الأهلي.. صفقة شتوية تلوح في الأفقحدث عالمي يزين سماء حائل اليوم.. بطولة استثنائية تجمع نخبة ملاك الخيل العربية
تسعى المبادرة إلى إبراز الجوانب الجمالية والثقافية للمقيمين في المملكة عبر مساحة تفاعلية مفتوحة تحتفي بالتعدد والتنوع، من خلال أسابيع ثقافية متتابعة تستضيف 14 دولة من آسيا وأفريقيا والعالم العربي. وتبدأ هذه السلسلة بـ أسبوع الثقافة الهندية الذي يقام في حديقة السويدي بالرياض، حيث يجتمع أكثر من 100 فنان ومبدع لتقديم عروض فنية وموسيقية وتراثية تعبّر عن عمق الموروث الثقافي الهندي.
ويضم الحدث مجموعة واسعة من الأنشطة التفاعلية، تشمل مناطق مخصصة لتجربة المأكولات الشعبية الهندية، وأركانًا لعرض الأزياء والحرف اليدوية، بالإضافة إلى ورش فنية للأطفال ومساحات مخصصة للعائلات للاستمتاع بالأجواء الثقافية المميزة. كما تحظى الفعالية بتغطية إعلامية كبيرة من وسائل إعلام هندية تنقل الحدث إلى جمهور واسع داخل وخارج المملكة، ما يعزز التواصل الثقافي بين الشعبين السعودي والهندي.
وأكد سفير جمهورية الهند لدى المملكة الدكتور سهيل إعجاز خان أن المبادرة تمثل جسرًا حضاريًا يربط بين الثقافات ويعزز العلاقات الإنسانية بين الشعوب، مشيرًا إلى أن نجاح النسخة الأولى من "انسجام عالمي" زاد من الحماس والإقبال في النسخة الثانية سواء من المشاركين أو الزوار.
وتتواصل فعاليات المبادرة خلال الأسابيع المقبلة باستضافة ثقافات من الفلبين، مصر، باكستان، السودان، الأردن، لبنان، فلسطين، بنغلاديش، اليمن، أوغندا، إثيوبيا وغيرها، لتقديم عروض متنوعة تشمل الفنون الشعبية والموسيقى والمأكولات التراثية والأنشطة الاجتماعية التي تبرز هوية كل ثقافة.
وتشكل مبادرة "انسجام عالمي 2" لوحة حضارية تعكس التعايش والانسجام الإنساني في المملكة، وتسلّط الضوء على المقيمين ليس فقط كقوى عاملة، بل كصنّاع للفن والإبداع والثقافة، ما يعزز مكانة السعودية كمركز للتنوّع والتبادل الثقافي العالمي.
وتأتي هذه المبادرة امتدادًا لجهود الدولة في تعزيز جودة الحياة، وترسيخ موقع الرياض كعاصمة عالمية للثقافة والإبداع، وبيئة تحتضن المجتمعات المختلفة وتمنحها مساحة للتعبير عن ذاتها في إطار من الانسجام الاجتماعي والتنوع الإنساني.
