في رسالة مؤثرة تجمع بين العقل والإيمان، وجّه الإعلامي والأكاديمي السوداني الدكتور محمد فضل محمد نداءً إنسانيًا عميقًا إلى جميع الحجاج والمعتمرين، دعاهم فيه إلى إدراك أن الانضباط في المشاعر المقدسة عبادة بحد ذاته، تعبّر عن عظمة الإيمان وسمو الأخلاق قبل أن تكون مجرد التزام بنظام إداري.
إقرأ ايضاً:من شوارع لشبونة إلى ليلة المجد أمام برشلونة.. من هو كارلوس فوربس مفاجأة أوروبا؟خبير تغذية عالمي يكشف سرّ الشاي الأخضر السحري لرفع الطاقة وتنحيف الجسم وإطالة العمر
وأوضح الدكتور فضل أن بيت الله الحرام هو أطهر مكان على وجه الأرض، ومهوى قلوب المسلمين من كل بقاع العالم، فمن تطأ قدماه أرض الحرم يشعر بخشوعٍ يملأ قلبه وطمأنينةٍ تنساب إلى روحه، فيتجلى له معنى الطاعة الحقيقية لله في كل حركة وسكون.
وأكد أن شعيرتي الحج والعمرة تجسدان مفهوم النظام في أسمى صوره، خاصةً مع وجود ملايين الزوار الذين يتوافدون في مواسم محددة، مما يجعل الالتزام بالتعليمات والتوجيهات الصادرة من السلطات السعودية واجبًا دينيًا وإنسانيًا، يهدف أولًا إلى حفظ الأرواح وضمان سير الشعائر بأمان وسلاسة.
وأشار الأكاديمي إلى أن أي مخالفة أو تهاون في النظام، مهما بدا بسيطًا، يمكن أن يؤدي إلى نتائج خطيرة بسبب الزحام الهائل في المشاعر المقدسة، مؤكدًا أن إدارة الحشود في مثل هذه الظروف تحتاج إلى وعي وانضباط صارم. واستشهد بقوله تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة:195]، في تذكيرٍ للمسلمين بخطورة الاستهانة بالتعليمات.
كما أشاد الدكتور فضل بجهود رجال الأمن في المملكة العربية السعودية، معتبرًا أنهم من أكفأ من يدير الحشود على مستوى العالم، لما يتحلّون به من صبرٍ، واحترافٍ، وإنسانيةٍ في التعامل مع ضيوف الرحمن. وأوضح أن احترامهم وطاعتهم واجب شرعي وأخلاقي، لأنهم يعملون لخدمة الحجاج والمعتمرين وحفظ سلامتهم.
وتطرق في حديثه إلى بعض السلوكيات السلبية التي قد تسبب الأذى، مثل الوقوف في الممرات أو الانشغال بالتصوير في الأماكن المزدحمة، مبينًا أن هذه التصرفات تعيق حركة الآخرين وتتنافى مع مقاصد الشريعة. واستدل بقول الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ...﴾ [الأحزاب:58]، وبحديث النبي ﷺ: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده».
وفي ختام مقاله، دعا الدكتور محمد فضل كل حاجٍ ومعتمر إلى جعل النظام والانضباط جزءًا من عبادته وشكره لله، معتبرًا أن التعاون مع رجال الأمن واحترام التنظيمات يعكس وعيًا وإيمانًا صادقًا.
وختم بدعاءٍ صادقٍ أن يحفظ الله بلاد الحرمين الشريفين، ويجزي القائمين على خدمة ضيوف الرحمن خير الجزاء، وأن يتقبل من الحجاج والمعتمرين طاعاتهم ويعيدهم إلى أوطانهم سالمين غانمين.
