شهدت أسواق المعادن الثمينة اليوم ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الذهب، وسط موجة شراء قوية من المستثمرين الذين استغلوا الانخفاض الأخير في الأسعار للعودة إلى السوق مجددًا. ويأتي هذا الارتفاع بعد أن تراجع المعدن الأصفر إلى أدنى مستوى له في أسبوع تقريبًا خلال الجلسة السابقة، ما أثار اهتمام المتعاملين الباحثين عن فرص للشراء قبل أي موجة صعود جديدة.
إقرأ ايضاً:تغييرات غير متوقعة في نتائج إس تي سي.. أرقام جديدة تكشف تفاصيل مهمة للمستثمرينرد مفاجئ من كونسيساو بشأن إراحة لاعبي الاتحاد قبل مواجهة الأهلي المنتظرة
ووفقًا لبيانات التداول، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.8% ليصل إلى 3961.85 دولارًا للأوقية (الأونصة)، كما صعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.2% لتسجل 3970.10 دولارًا للأوقية، في إشارة إلى تحسّن معنويات السوق وتزايد الإقبال على الأصول الآمنة مجددًا.
ويُذكر أن الذهب كان قد حقق مستوى قياسيًا غير مسبوق عند 4381.21 دولارًا للأوقية في 20 أكتوبر الماضي، لكنه فقد نحو 10% من قيمته منذ ذلك الحين نتيجة عمليات جني الأرباح وارتفاع عوائد السندات الأمريكية، إضافة إلى مؤشرات تفاؤل بشأن الاقتصاد الأمريكي دفعت بعض المستثمرين إلى الابتعاد مؤقتًا عن الذهب.
ويرى خبراء الأسواق أن الارتفاع الحالي يعكس "تصحيحًا طبيعيًا" بعد موجة التراجع الأخيرة، خاصة مع استمرار الضبابية الاقتصادية العالمية وتقلبات أسعار الفائدة. كما أن تزايد التوترات الجيوسياسية في بعض المناطق ساهم في إعادة تنشيط الطلب على الذهب كملاذ آمن ضد التضخم وتقلبات العملات.
وفيما يخص المعادن النفيسة الأخرى، فقد شهدت الأسواق تحركات إيجابية متزامنة؛ إذ ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 1.2% لتصل إلى 47.68 دولارًا للأوقية، ما يعكس تحسن الطلب الصناعي والاستثماري عليها. كما زاد البلاتين بنسبة 0.1% مسجلًا 1537.10 دولارًا للأوقية، بينما صعد البلاديوم بنسبة 0.2% ليبلغ 1394.75 دولارًا للأوقية، في أداء متوازن يعكس استقرار نسبيًا في سوق المعادن.
ويتوقع محللون أن يظل الذهب في نطاق تداول متقلب خلال الأسابيع المقبلة، مع ترقب المستثمرين لبيانات التضخم الأمريكية المقبلة وقرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. ويشير بعض الخبراء إلى أن أي إشارات تباطؤ اقتصادي عالمي قد تدفع الأسعار للارتفاع مجددًا نحو مستويات قياسية، بينما سيؤدي تحسن البيانات الاقتصادية إلى ضغط على المعدن الأصفر لصالح الأصول عالية العائد.
ويُذكر أن المستثمرين ما زالوا ينظرون إلى الذهب كخيار استراتيجي طويل الأمد، خصوصًا في ظل التحديات التي تواجه الأسواق العالمية وعدم اليقين المحيط بالسياسات النقدية. ومع استمرار تذبذب الدولار، يرى مراقبون أن الذهب قد يجد دعمًا قويًا عند مستويات ما بين 3900 و3950 دولارًا للأوقية قبل أن يستأنف مساره الصاعد مجددًا.
