" عاجل: السعودية تواجه تهديداً مباشراً للمشاريع التنموية في اليمن بسبب تحركات الانتقالي الجنوبي | السعودية ويب
السعودية
عاجل: السعودية تواجه تهديداً مباشراً للمشاريع التنموية في اليمن بسبب تحركات الانتقالي الجنوبي
كتب بواسطة: فواز حمدي |

في تطور صادم يهدد استقرار المنطقة، تواجه السعودية أخطر اختبار لنفوذها في اليمن بعد تصعيد المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة. هذا التصعيد قد يؤدي إلى توقف 240 مشروعاً تنموياً سعوديّاً قيمتها بالمليارات خلال ساعات قليلة، مما يضع ملايين اليمنيين أمام خطر جديد ويهدد آخر جيوب الاستقرار في البلاد.
إقرأ ايضاً:

ثورة رقمية في السعودية: استقدام الأقارب في 3 أيام فقط من المنزل بدلاً من 3 أسابيعالسعودية تطلق أول مبادرة تشجير ذكي في المدارس بالمنطقة الشرقية لتعزيز التعليم البيئي

الساعات القادمة تعتبر فاصلة لتحديد مصير هذه المشاريع والمبادرات التنموية، في وقت تصدر فيه الرياض تحذيرات قوية تحمل تهديدات بعواقب صارمة لأي محاولة للسيطرة خارج مؤسسات الدولة الشرعية.

مطالب سعودية صارمة للمجلس الانتقالي

في خطوة غير مسبوقة، طالبت السلطات السعودية المجلس الانتقالي الجنوبي بالانسحاب الفوري من حضرموت والمهرة، محذرة من أن أي محاولة لفرض السيطرة بالقوة ستعتبر تهديداً مباشراً للسلم الأهلي في اليمن. أحمد الحضرمي، مزارع محلي، عبّر عن معاناته قائلاً: "فقدت حقلي ومواشيي بعد دخول القوات الجديدة، ولم أعد أستطيع الوصول إليها بسبب القيود المفروضة."

التقارير الميدانية تؤكد وقوع انتهاكات خطيرة تشمل اعتقالات تعسفية وإعدامات خارج القانون، بينما يتصاعد التوتر مع تحرك المدرعات في شوارع كانت هادئة منذ سنوات طويلة.

التحركات الأحادية والتاريخ المأساوي

كما فعل الحوثيون في صنعاء عام 2014، يسعى المجلس الانتقالي إلى فرض واقع جديد بالقوة في مناطق تعتبر من آخر معاقل الاستقرار اليمني. د. عبدالرحمن الشمراني، خبير الشؤون اليمنية، يشير إلى أن هذه التحركات الأحادية تذكر بالأساليب التي استخدمها الحوثيون للسيطرة على مؤسسات الدولة، مما قد يعيد اليمن إلى مربع الصراع والفوضى.

الموقع الاستراتيجي لحضرموت والمهرة على بحر العرب، بالإضافة إلى الثروات النفطية الهائلة، يجعل التصعيد نقطة تحول كبيرة قد تعيد رسم خارطة النفوذ في المنطقة كلها.

الانعكاسات المحتملة على المشاريع والتنمية

تتأثر مشاريع التنمية بشكل مباشر، حيث يواجه المهندسون والفنيون صعوبة في مواصلة العمل. المهندس سالم المهري، مدير مشروع سعودي لتطوير شبكة الكهرباء، أكد أن توقف هذه المشاريع سيؤدي إلى كارثة إنسانية تمس مئات الآلاف من المواطنين. فاطمة الكندية، ممرضة في مستشفى المكلا، تروي وصول جرحى من اشتباكات لم تشهدها المنطقة منذ سنوات، مؤكدة أن المخاطر تمتد لتشمل حياة المدنيين اليومية.

مثل لعبة الدومينو، سقوط حضرموت والمهرة قد يؤدي إلى انهيار كامل للعملية السياسية، تاركاً ملايين اليمنيين رهائن للفوضى مجدداً.

اختبار سعودي حاسم للنفوذ الإقليمي

تقف السعودية أمام اختبار صعب لنفوذها الإقليمي ومصداقيتها كوسيط في الأزمة اليمنية. تحاول الرياض الموازنة بين المسار الدبلوماسي والمسار التنموي لمنع انزلاق اليمن نحو تقسيم فعلي قد يهدد الأمن والاستقرار في كامل المنطقة.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستنجح السعودية في إجبار المجلس الانتقالي على التراجع والعودة إلى طاولة الحوار، أم أن قطار السلام في اليمن قد فات، تاركاً وراءه كارثة إنسانية جديدة تضيف إلى سجل المعاناة الطويل في البلاد؟

أحدث الأخبار
اخر الاخبار