إخلاء فوري: إسرائيل تُهدد بهجوم غير مسبوق على خان يونس

وسط تصعيد جديد في العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، أصدر الجيش الإسرائيلي صباح يوم الإثنين أوامر إخلاء عاجلة لسكان محافظة خان يونس، تحديداً في منطقتي بني سهيلا وعبسان، مطالباً السكان بالتوجه فوراً إلى منطقة المواصي غرب القطاع، التي تعتبرها السلطات الإسرائيلية "منطقة آمنة"، ويأتي هذا الإجراء في وقت أعلن فيه الجيش عن نيته تنفيذ هجوم واسع النطاق وصفه بـ"غير المسبوق"، يهدف بحسب مزاعمه إلى "تدمير قدرات المنظمات الإرهابية في المنطقة".
ويعد هذا التصعيد الأحدث في سلسلة من العمليات العسكرية التي طالت معظم أنحاء القطاع خلال الأشهر الأخيرة، حيث تواصل القوات الإسرائيلية استهداف مناطق جنوب القطاع، بعد أن ركزت عملياتها العسكرية سابقاً على شمال غزة ووسطها، ومع أن الجيش الإسرائيلي أشار مؤخراً إلى رفع الحصار جزئياً وتسهيل دخول مساعدات غذائية إلى غزة بعد انقطاع استمر أكثر من شهرين، فإن التطورات الميدانية تعكس تناقضاً واضحاً بين هذه التصريحات والتحركات العسكرية المكثفة.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطسوزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر
التحذير الذي نشره الجيش عبر منشورات ألقيت من الجو ومقاطع فيديو تم تداولها عبر منصاته الإعلامية، جاء فيه: "الجيش سوف يشن هجوماً غير مسبوق لتدمير قدرات المنظمات الإرهابية في هذه المنطقة، وعليكم الإخلاء فوراً غرباً إلى منطقة المواصي، ومن هذه اللحظة، ستعتبر محافظة خان يونس منطقة قتال خطيرة، والمنظمات الإرهابية جلبت لكم الكارثة، فمن أجل سلامتكم، اخلوا فوراً".
هذا الخطاب، وإن بدا موجهاً للسكان المدنيين، يعكس بوضوح الاستعداد لتكثيف الهجمات العسكرية دون ضمانات كافية لحماية المدنيين الذين تتكرر مناشداتهم للمجتمع الدولي لتأمين ممرات إنسانية آمنة، تتيح لهم الفرار من مناطق النزاع المتصاعد، وسكان خان يونس، وهم من بين أكثر الفئات تضرراً منذ بداية الحرب، يجدون أنفسهم اليوم مجدداً أمام خيارين أحلاهما مر: البقاء في منازلهم وسط تصعيد عسكري متوقع، أو الهروب إلى مناطق تفتقر للحد الأدنى من مقومات الحياة.
وقد نشر الجيش الإسرائيلي خريطة مفصلة لقطاع غزة، حدد فيها باللون الأحمر المنطقة التي يطالب بإخلائها، وكتب عليها "منطقة قتال خطيرة"، وتُعد هذه الخريطة، وفق مراقبين، مؤشراً على نية الجيش توسيع نطاق عملياته جنوباً، بعد أن كانت خان يونس في السابق مأوى مؤقتاً لعشرات الآلاف من النازحين الذين فروا من مناطق الشمال.
في المقابل، يواجه سكان غزة ظروفاً إنسانية غاية في القسوة، في ظل استمرار الحصار ونقص الوقود والمواد الأساسية، وتدهور البنية التحتية للقطاع بشكل شبه كامل، وبالرغم من إعلان إسرائيل عن سماحها بمرور مساعدات غذائية خلال الأيام الماضية، إلا أن كميات هذه المساعدات لا تفي بالحاجة، خاصة أن مئات الآلاف من السكان باتوا نازحين داخلياً، يقيمون في ملاجئ مؤقتة لا توفر لهم الحد الأدنى من الأمان أو الخصوصية أو الاحتياجات اليومية.
وفي الوقت الذي تبرر فيه الحكومة الإسرائيلية عملياتها بالتصدي لما تسميه "التهديدات الإرهابية"، فإن المؤسسات الدولية، ومنظمات الإغاثة وحقوق الإنسان، ما زالت تحذر من التداعيات الخطيرة على المدنيين، وتدعو إلى وقف التصعيد واحترام القانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف المدنيين ومرافقهم، ويؤكد العديد من المراقبين أن تلويح الجيش بهجوم "غير مسبوق" في منطقة مكتظة بالسكان، يعكس انزلاقاً خطيراً نحو سياسة الأرض المحروقة التي لا تميز بين المقاتلين والمدنيين، وهو ما قد يُفاقم الكارثة الإنسانية التي تعيشها غزة.
الوضع في خان يونس تحديداً يُعتبر حساساً للغاية، إذ شهدت المدينة على مدى الأشهر الماضية معارك ضارية ونزوحاً جماعياً، فيما باتت شوارعها ومبانيها مدمرة بنسبة كبيرة، ويؤكد سكان محليون أن مناطق مثل بني سهيلا وعبسان أصبحت شبه خالية من المرافق الحيوية، وأن تكرار الإخلاء يزيد من معاناتهم في ظل نقص وسائل النقل والغذاء والمأوى.
من جانبه، دعا المجتمع الدولي أكثر من مرة إلى وقف العمليات العسكرية والسماح بمرور الإغاثات بشكل عاجل، مع توفير ضمانات لحماية المدنيين، ولكن الاستجابة الميدانية تبقى محدودة، في ظل تعقيدات سياسية وأمنية تشهدها المنطقة منذ شهور.
ومع بقاء الأوضاع على حالها، تتجه الأنظار إلى التطورات القادمة في خان يونس، وسط مخاوف من أن تكون الأيام المقبلة شاهدة على تصعيد دموي آخر يضاف إلى سلسلة من الكوارث الإنسانية التي ضربت غزة، بينما يستمر المدنيون في دفع الثمن الأكبر في صراع لا يلوح في الأفق أملٌ قريبٌ لنهايته.
- دوري يلو يقترب من ضم الجناح البرازيلي الواعد جوستافو مايا قبل إغلاق الانتقالات
- احرص على تأمين مستقبلك: خطوات الاشتراك في نظام معاشات المصريين بالخارج
- ثمرة تعاون في مجال التعليم.. اللغة الصينية تُدرس للصفوف الابتدائية والمتوسطة في السعودية
- تصل إلى 6000 ريال!! عقوبات رادعة من المرور السعودي على مخالفات السير دون لوحات معدنية
- بعد وصف اللاعبين بالبلطجية!! إجراء قانوني عاجل من الاتحاد السعودي يطالب به عارف
- بأكثر من 5000 ريال!! الأرصاد تحذر من عبور الأودية بسبب السيول والمرور السعودي يفرض العقوبة