وسط صمت دولي مستمر.. مجزرة دامية تحصد أرواح 25 فلسطينياً في مدرسة نازحين بغزة

25 شهيداً في مجزرة غزة
كتب بواسطة: فائزة بشير | نشر في  twitter
آخر تحديث

شهد فجر الإثنين تصعيداً مأساوياً جديداً في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حين استهدفت غارات جوية مدرسة فهمي الجرجاوي التي تؤوي نازحين في حي الدرج بمدينة غزة، مما أسفر عن استشهاد 25 فلسطينياً بينهم 6 أطفال وإصابة عشرات آخرين، وفق ما أكدته المصادر الطبية لمراسل الجزيرة. تأتي هذه المجزرة الجديدة لتضاف إلى سلسلة الجرائم المتواصلة التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد المدنيين العزل منذ السابع من أكتوبر 2023، في تحدٍ صارخ للقوانين الدولية واتفاقيات جنيف التي تحمي المدنيين في زمن الحرب.

واجهت الطواقم الطبية في مستشفيي الشفاء والمعمداني تحدياً هائلاً في استقبال الضحايا والجرحى الذين نُقلوا على وجه السرعة من موقع المجزرة، حيث تعمل هذه المستشفيات في ظروف استثنائية بسبب النقص الحاد في المعدات الطبية والأدوية الأساسية والوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية. الأطباء والممرضون يواصلون عملهم في ظل إمكانيات محدودة للغاية، مما يضاعف من معاناة الجرحى ويهدد بفقدان المزيد من الأرواح التي كان بالإمكان إنقاذها في ظروف طبيعية، فيما تستمر الطواقم الطبية في تقديم الخدمات رغم التهديد المستمر لحياتهم.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطسوزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

لم تقتصر الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة وحدها، إذ شهد وسط القطاع عدواناً مماثلاً استهدف روضة أطفال تحولت إلى مركز إيواء للنازحين في مخيم المغازي بواسطة طائرة مسيّرة، مما أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين. هذا التوسع في نطاق الاستهداف يعكس استراتيجية ممنهجة لضرب البنية التحتية المدنية والتعليمية، حيث ترتفع حصيلة الشهداء خلال الـ24 ساعة الماضية إلى 32 شهيداً على الأقل وفق إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية، في مؤشر خطير على تصاعد وتيرة العنف ضد المدنيين في جميع أنحاء القطاع المحاصر.

تواصل إسرائيل تنفيذ عمليات قصف واسعة النطاق بدعم لوجستي وسياسي أمريكي، استهدفت حتى الآن مئات المدارس والمستشفيات والمساجد ومراكز الإيواء في مختلف مناطق القطاع من بيت لاهيا شمالاً إلى خان يونس جنوباً ووسط القطاع. الحصيلة الإجمالية للعدوان المستمر منذ أكثر من سبعة أشهر تجاوزت 175 ألف بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود لا يُعرف مصيرهم تحت الأنقاض، بينما يعيش مئات آلاف النازحين في ظروف إنسانية كارثية بعد تدمير منازلهم ومصادر رزقهم.

يصف خبراء القانون الدولي والمراقبون الحقوقيون هذه الجرائم المتكررة بأنها "إبادة جماعية ممنهجة" تستوجب تدخلاً دولياً عاجلاً، لكن المجتمع الدولي يواصل عجزه عن اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف العدوان أو فرض هدنة إنسانية حقيقية تسمح بوصول المساعدات للمدنيين المحاصرين. المقاومة الفلسطينية تحذر من عواقب وخيمة لاستمرار استهداف المدنيين والمنشآت الحيوية، فيما تنتظر غزة بفارغ الصبر أي تحرك دولي فعال يضع حداً لهذا النزيف المتواصل الذي يهدد بكارثة إنسانية لا يمكن التنبؤ بأبعادها النهائية، في وقت تتزايد فيه الأصوات الدولية المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook