أزمة إنسانية خانقة في غزة: نصف مرافق الهلال الأحمر تتوقف عن العمل وسط تصاعد المجاعة والنزوح

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن نصف المرافق الطبية التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني توقفت عن العمل بسبب نقص الوقود والمستلزمات الطبية، وهذا التوقف يأتي في وقت يعاني فيه القطاع من أزمة إنسانية متفاقمة، حيث ارتفعت حصيلة الضحايا إلى أكثر من 54,000 قتيل و123,000 جريح منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023.
والمتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية صرح بأن نحو 200,000 شخص نزحوا من منازلهم خلال الأسبوعين الماضيين فقط، ليصل عدد النازحين الجدد منذ مارس إلى أكثر من 635,000.
إقرأ ايضاً:"احذر.. وقوف سيارتك في غير الأماكن المخصصة يكلفك هذه الغرامة تراجع أسعار البيض وتباين منتجات الألبان والحليب في السعودية
هذا النزوح الجماعي يحدث في ظل إغلاق الجيش الإسرائيلي للمعابر منذ 2 مارس، مما أدى إلى منع دخول الغذاء والدواء والوقود والمساعدات، وتسبب في مجاعة خانقة تهدد حياة مئات الآلاف من السكان.
ومن جانبها، أعلنت مصادر طبية فلسطينية أن حصيلة ضحايا الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع ارتفعت إلى 20 قتيلاً خلال الساعات الأخيرة، في ظل استمرار العمليات العسكرية التي طالت أحياء سكنية ومناطق إيواء للنازحين، وتسببت في مزيد من الدمار والخسائر البشرية.
كما أفادت وزارة الصحة في غزة بأن عدد الضحايا منذ 18 مارس ارتفع إلى 3,986 قتيلاً و11,451 جريحاً، مع استمرار وجود عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
والوضع الإنساني في غزة يزداد سوءاً مع تدهور الخدمات الصحية وتوقف نصف المرافق الطبية التابعة للهلال الأحمر عن العمل، وهذا التدهور يعرض حياة آلاف المرضى والجرحى للخطر، خاصة مع النقص الحاد في الوقود والمستلزمات الطبية، والمنظمات الدولية تحذر من كارثة إنسانية وشيكة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير الدعم الإنساني والطبي للقطاع.
وفي ظل هذه الظروف، دعت منظمات الإغاثة الدولية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية، كما طالبت بتوفير الحماية للمدنيين والمنشآت الطبية والإغاثية، وضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين دون عوائق، والوضع في غزة يتطلب تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي لإنقاذ الأرواح ومنع تفاقم الكارثة الإنسانية.
وفي ضوء هذه الأزمة المتفاقمة، تبرز الحاجة الملحّة إلى تدخل دولي عاجل، ليس فقط من أجل إيصال المساعدات الإنسانية، بل أيضًا لإيقاف التدهور المتسارع في الأوضاع المعيشية داخل قطاع غزة، حيث لا تزال الأرقام الصادمة تعكس حجم الكارثة المتصاعدة.
والأطفال في غزة يعانون من أمراض سوء التغذية الحاد، فيما تتحدث تقارير عن ارتفاع كبير في معدلات الوفاة بسبب الجوع ونقص الرعاية الطبية، خصوصًا بين الفئات الأكثر ضعفًا كالأطفال حديثي الولادة وكبار السن ومرضى السرطان والفشل الكلوي.
ومع توقف نصف مرافق الهلال الأحمر الفلسطيني، تصبح خيارات العلاج معدومة تقريبًا، مما يحوّل الإصابة إلى حكم بالإعدام البطيء، وفي ظل قصف مستمر لا يفرّق بين المدني والعسكري، يتعذّر على طواقم الإسعاف الوصول إلى المصابين، ما يضاعف الخسائر البشرية ويعمّق الجراح النفسية التي لن تُشفى قريبًا.
إن صمت المجتمع الدولي في مواجهة هذا التصعيد الدموي، وتراجع المساعدات، يثيران تساؤلات جدية حول فاعلية المنظومة الإنسانية الأممية في أوقات النزاعات الممتدة، فالشعارات الداعية لحماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني، تصطدم على أرض الواقع بجدار التجاهل والشلل السياسي، تاركة غزة تغرق في فصول متتالية من الجوع، والفقد، والتشريد.
وبينما يعاني أكثر من 1.5 مليون فلسطيني من انعدام المأوى، وتكاد مياه الشرب والغذاء تنعدم، تبقى آمال السكان معقودة على تحرّك دولي لا يبدو في الأفق القريب، وغزة اليوم لا تحتاج إلى بيانات إدانة، بل إلى إجراءات ملموسة تعيد لها الحياة، وتمنح سكانها الحق في البقاء، وإذا لم يتحقق ذلك قريبًا، فإن المنطقة بأسرها ستكون على موعد مع أزمة إنسانية ذات أبعاد تتجاوز حدود الجغرافيا، وتُسائل ضمير العالم.
- أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطس
- وزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر
- الشبه مليووون | صوته نسخة من أبوه!! نجل الفنان «محمد عبده» ينشد رائعته "يا ليل خبرني"
- لا بكى ينفع ولا شكوى تفيد! جستنيه بين إشادة وسخرية بعد انتصار الشباب على نمر جدة الهزيل
- الاحتراف أفسد بطل روشن!! روح الاتحاد انعدمت مع الانفتاح وأندية الرياض تخصصها جلد جدة
- ميسي لص متمرس! شقيقة رونالدو نجم النصر السعودي تهاجم فوز الأرجنتيني بالكرة الذهبية الثامنة