الجماز يفتح النار على صفقة أوسيمين: هل دخل الهلال منطقة الخطر المالي؟

الجماز يفتح النار على صفقة أوسيمين: هل دخل الهلال منطقة الخطر المالي؟
كتب بواسطة: فائزة بشير | نشر في  twitter

في خضم الحراك الصيفي الساخن في سوق الانتقالات، فجّر الناقد الرياضي السعودي عبدالرحمن الجماز جدلًا واسعًا بعد تعليقه الصريح حول صفقات نادي الهلال الأخيرة، وفي مقدمتها صفقة التعاقد المحتملة مع النيجيري فيكتور أوسيمين، نجم نابولي الإيطالي.

وتصريحات الجماز التي جاءت عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أثارت موجة من التفاعل بين المتابعين والخبراء، نظرًا لتوقيتها الحساس، وما حملته من إشارات نقدية حادة تتعلق بالجانب المالي في المشروع الهلالي الطموح.
إقرأ ايضاً:جستنيه يربك جماهير الاتحاد بتغريدة غامضة.. إشارات صراع نفوذ خلف الكواليس"احذر.. وقوف سيارتك في غير الأماكن المخصصة يكلفك هذه الغرامة

والجماز كتب قائلاً: "الهلال حتى اللحظة، المدرب تم، وأوسيمين، اللاعب يطالب بـ120 مليون يورو في 3 سنوات، إضافة إلى 75 مليون يورو كشرط جزائي لفسخ العقد".

وعلّق مستهزئًا: "مبالغ فلكية لا يستطيع دفعها إلا أصحاب المال محدود"، في إشارة ساخرة إلى إنفاق الهلال الكبير مؤخرًا، وما قد يترتب عليه من تبعات على المدى البعيد.

ورغم أن النادي لم يعلن رسميًا عن إتمام الصفقة حتى الآن، فإن مصادر رياضية أوروبية وعربية تداولت خلال الأيام الماضية أخبارًا تؤكد أن الهلال قدم عرضًا رسميًا للحصول على خدمات أوسيمين ليكون أحد أعمدة الفريق في الموسم المقبل.

وصفقة أوسيمين، التي تُعد واحدة من أبرز التحركات التي قد يشهدها الميركاتو الصيفي الحالي، تعكس بوضوح حجم الطموح الذي يحمله الهلال في مشواره نحو تعزيز مكانته قارياً وعالمياً، خصوصاً بعد تدعيمات ضخمة شهدها الفريق في الموسم الماضي شملت أسماء لامعة مثل نيمار وكوليبالي وميليفويفيتش.

غير أن تصريحات الجماز فتحت باب التساؤلات حول مدى استدامة هذا النهج المالي، وسط مخاوف من أن تتحول هذه الاستثمارات إلى عبء طويل الأمد إذا لم تُترجم إلى إنجازات ملموسة داخل الملعب، سواء محلياً أو قارياً.

وما يزيد من تعقيد الصورة أن الهلال لم يكن النادي الوحيد في دوري روشن الذي اتجه نحو التعاقدات الكبرى، بل إن سياسة الإنفاق الهجومي باتت سمة مميزة للأندية السعودية الكبرى مؤخرًا، في ظل دعم استراتيجي من "صندوق الاستثمارات العامة"، الذي يسعى إلى تحويل الدوري السعودي إلى وجهة جاذبة لأبرز نجوم العالم.

وهذه الاستراتيجية، رغم ما تحققه من زخم إعلامي وتنافسي، تواجه انتقادات متزايدة من أصوات تحذر من التوازن المالي، والاعتماد المفرط على الصفقات الخارجية بدلًا من تطوير المواهب المحلية.

والجماز لم يكن الوحيد الذي أبدى تحفظه، بل انضمت إليه أصوات إعلامية أخرى أعربت عن قلقها إزاء المبالغ المعلنة في صفقة أوسيمين، لا سيما أن اللاعب النيجيري لا يزال في ذروة عطائه ويجذب اهتمام عدد من الأندية الأوروبية الكبرى، ما يرفع من قيمة الصفقة ويجعل الهلال مضطرًا لتقديم عروض مالية مغرية جدًا قد تتجاوز السقف المتوقع.

وهذا التنافس بين الأندية السعودية والأوروبية على لاعب بحجم أوسيمين يكشف عن تحوّل جذري في ميزان القوة في سوق الانتقالات، لكنه يفرض أيضاً تحديات تتعلق بالحوكمة المالية والاستدامة.

وبالنظر إلى أداء الهلال خلال الموسم الماضي، فقد حقق الفريق نجاحات بارزة على المستوى المحلي، لكنه لم يتمكن من التتويج بلقب دوري أبطال آسيا، وهو ما يعزز الضغط على الإدارة لتقديم نتائج نوعية في الموسم القادم توازي الإنفاق الضخم.

وإذا ما تمت صفقة أوسيمين، فسيكون على المدرب القادم -والذي تشير تقارير إلى اقتراب اسم كبير منه- أن ينجح في دمج اللاعب داخل منظومة فنية متماسكة، وتوظيفه بالشكل الذي يضمن تحقيق العوائد الرياضية المرجوة من الصفقة، وليس فقط الجوانب التسويقية والجماهيرية.

والملف الأهم الآن هو مدى التزام الهلال ومثيلاته من الأندية السعودية بالمعايير المالية العالمية، لا سيما تلك التي تفرضها جهات مثل الاتحاد الآسيوي والفيفا، إذ أن استمرار التوسع في الصرف دون وجود عوائد توازيه، سواء من عائدات البث أو بيع التذاكر أو التسويق، قد يؤدي إلى تداعيات سلبية على المدى البعيد.

لا سيما إذا ما تغيرت السياسات الداعمة أو واجهت الأندية عقبات قانونية تتعلق بـ"اللعب المالي النظيف"، وهنا تبرز أهمية الأصوات النقدية مثل الجماز، التي تدفع نحو إعادة تقييم الأولويات والتوازن بين الطموح الرياضي والإدارة الرشيدة للموارد.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook