بعد سنوات من الجدل.. هل تتجه وزارة التعليم لـ"إلغاء" نظام الفصول الدراسية الثلاثة؟

نظام التعليم
كتب بواسطة: محمد حازم | نشر في  twitter

وسط حالة من الترقب والجدل الهادئ داخل المجتمع التعليمي، كشفت تقارير إعلامية عن اتجاه وزارة التعليم نحو مراجعة شاملة لنظام التقويم الدراسي الحالي، مع بحث احتمالية العودة إلى نظام الفصلين الدراسيين بدلًا من النظام الثلاثي المعمول به منذ أعوام.

الخبر وإن لم يحمل تأكيدًا رسميًا، إلا أنه فتح باب النقاش واسعًا بين المعلمين والطلاب وأولياء الأمور حول مستقبل التعليم في المملكة.
إقرأ ايضاً:دوري يلو يقترب من ضم الجناح البرازيلي الواعد جوستافو مايا قبل إغلاق الانتقالاتاحرص على تأمين مستقبلك: خطوات الاشتراك في نظام معاشات المصريين بالخارج

نظام الفصول الثلاثة كان قد تم اعتماده في إطار إصلاحات تعليمية موسعة، هدفت إلى رفع كفاءة العملية التعليمية وتعزيز استمرارية التعلم، إلا أن التجربة، بحسب ما يتم تداوله، تخضع الآن لتقييم دقيق لقياس فاعليتها على المدى البعيد ومدى قدرتها على تحقيق الأهداف المنشودة.

وتأتي هذه المراجعة المحتملة في سياق تقييم شامل لتأثير النظام الثلاثي على تحصيل الطلاب العلمي، وجودة مخرجات التعلم، وكذلك مدى ملاءمة التقويم الجديد لحياة الطالب، واحتياجات المعلمين، ومتطلبات الخطط الدراسية التي تحاكي تطلعات رؤية 2030.

يبدو أن الوزارة، بحسب ما نقلته بعض المصادر الإعلامية، تتعامل مع الملف بحذر، حريصة على دراسة جميع الجوانب بعمق، قبل اتخاذ أي قرار مصيري يمس بنية النظام التعليمي ويعيد ترتيب خارطة العام الدراسي للملايين من الطلبة والعاملين في الحقل التربوي.

ورغم انتشار أخبار هذا التوجه في عدد من وسائل الإعلام، فإن وزارة التعليم لم تُصدر حتى اللحظة أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي إعادة هيكلة التقويم، ما يجعل الأمر في طور الدراسة الداخلية، ويزيد من حالة الترقب التي تسود أوساط التعليم.

تجربة الفصول الثلاثة، منذ تطبيقها، أحدثت تغيرًا في إيقاع الدراسة وأسلوب توزيع المحتوى، حيث اعتمدت على تقليص الإجازة الصيفية، وتوزيع الأسابيع الدراسية بشكل أكثر تقاربًا، وهو ما اعتبره البعض ميزة لتعزيز الاستمرارية ومنع الانقطاع الطويل عن التعليم.

لكن في المقابل، ظهرت أصوات تشكك في فعالية هذا النموذج، مشيرة إلى أنه قد يؤدي إلى إجهاد الطالب والمعلم، خاصة مع كثافة المحتوى، وتراكم المهام، وتداخل فترات التقييم مع الإجازات القصيرة، وهو ما انعكس، بحسب البعض، على مستويات التحصيل.

يتحدث بعض المعلمين عن صعوبات في التخطيط الزمني للمواد الدراسية، خصوصًا في المراحل العليا، ويشيرون إلى أن النظام الثلاثي يتطلب جهداً مضاعفاً في إعادة ترتيب المحتوى، وضغطاً نفسياً أكبر على الطلاب خلال الفترات القصيرة بين الفصول.

أما أولياء الأمور، فقد انقسمت آراؤهم بين من يرى أن الفصول الثلاثة أكثر انتظامًا في توزيع الجهد، وبين من يعتقد أن العودة للفصلين قد تتيح فرصة أكبر للراحة، والتقاط الأنفاس، وتنظيم الإجازات العائلية بشكل أفضل يتناسب مع الطقس أو الظروف الأسرية.

الجدير بالذكر أن دولًا عديدة حول العالم تعتمد أنظمة تعليمية متعددة، تختلف بين الفصول والربوع الدراسية وحتى النظام المفتوح، وكلها تخضع لمعايير تتعلق بالبيئة التعليمية والثقافية، ما يجعل اختيار النظام المناسب قرارًا وطنيًا بامتياز، وليس مجرد نسخ لتجارب الآخرين.

ورغم أن تقارير الميدان تُشير إلى بعض التحديات، إلا أن جهات أخرى في التعليم ترى أن النظام الثلاثي حقق مرونة في توزيع الأسابيع الدراسية، وأتاح فرصة لتقييم أكثر تكرارًا وسرعة في معالجة الفجوات الأكاديمية قبل تفاقمها.

من الناحية الإدارية، يخلق التغيير المحتمل في بنية التقويم تحديًا يتعلق بإعادة هيكلة الجداول، والمناهج، وخطط التقييم، والتدريب، وهو ما يجعل القرار بحاجة إلى دراسة عميقة واستشارات واسعة مع المعلمين والمشرفين التربويين وصناع القرار.

وفي ظل غياب التصريحات الرسمية، يبقى النقاش مفتوحًا، ويظل الرهان على أن وزارة التعليم ستعتمد القرار الذي يضمن أفضل مخرجات تعليمية، ويوازن بين التطوير المستمر واحتياجات الميدان الواقعي، في إطار الاستراتيجية التعليمية الطموحة.

وفي النهاية، يبقى السؤال الذي يتداوله الجميع: هل نحن على أعتاب عودة إلى التقويم الدراسي القديم؟ أم أن النظام الثلاثي سيبقى حاضرًا كإحدى أدوات التطوير؟ الجواب حتى الآن قيد الدراسة،،، والقرار لم يُحسم بعد.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook