بعد إعارة الهلال .. الشباب يحسم مصير حمدالله بفرمان مفاجئ!

كتب بواسطة: محمد حازم | نشر في

يبدو أن نادي الشباب السعودي يقترب من مرحلة إعادة بناء على المستوى الهجومي، بعد قرار فني مرتقب من مدرب الفريق الإسباني إيمانويل الغواسيل، الذي تولى مؤخرًا قيادة الفريق الأول لكرة القدم، وبدأ في وضع لمساته الأولى على قائمة اللاعبين الأجانب والمحليين، بعد انتهاء موسم شهد كثيرًا من التحديات والتقلبات في النتائج والطموحات.

وجاء قرار الغواسيل في وقت حاسم، مع عودة المهاجم المغربي عبد الرزاق حمدالله إلى صفوف الفريق بعد نهاية فترة إعارته إلى الهلال، والتي جاءت في فترة حرجة، دعمًا لهجوم الفريق الأزرق خلال مشاركته في كأس العالم للأندية، عقب إصابة مهاجمه الأساسي ألكسندر ميتروفيتش، في واحدة من أبرز صفقات الطوارئ التي عرفها الموسم الرياضي الماضي.
إقرأ ايضاً:دوري يلو يقترب من ضم الجناح البرازيلي الواعد جوستافو مايا قبل إغلاق الانتقالات احرص على تأمين مستقبلك: خطوات الاشتراك في نظام معاشات المصريين بالخارج

وبحسب ما كشفته صحف سعودية، فإن المدرب الإسباني طلب من إدارة نادي الشباب التعاقد مع مهاجم جديد بمواصفات خاصة، تناسب خططه الفنية للموسم المقبل، وأبلغ الإدارة بشكل واضح بعدم رغبته في الإبقاء على بعض الأسماء في خط المقدمة، وسط أنباء عن أن عبد الرزاق حمدالله قد لا يكون ضمن أولوياته.

وقد بدأ الغواسيل، المعروف بصرامته في الاختيارات الفنية واهتمامه بالتناغم الجماعي، في تقييم شامل لعناصر الفريق بعد أيام من تسلمه المهمة رسميًا، إذ يهدف إلى إحداث تحول نوعي في أداء الفريق، خاصة في النواحي الهجومية، التي عانت من عدم الاستقرار طيلة الموسم الماضي، سواء على صعيد التهديف أو التمركز والتفاهم داخل منطقة الجزاء.

وقد أثار انضمام حمدالله إلى الهلال في ديسمبر الماضي جدلاً واسعًا في الوسط الرياضي، خاصة أن المهاجم المغربي كان عنصرًا أساسيًا في قائمة الشباب، غير أن ظروف الهلال في تلك الفترة فرضت استعارة لاعب هدّاف وصاحب خبرة، وهو ما جعل إدارة الشباب توافق على إعارة اللاعب حتى نهاية مشوار الفريق الأزرق في مونديال الأندية.

وشارك حمدالله في البطولة العالمية، حيث ظهر في مباراة الهلال التاريخية أمام مانشستر سيتي الإنجليزي، والتي انتهت بفوز الفريق الإنجليزي بصعوبة، قبل أن يودع الهلال البطولة من ربع النهائي على يد فلومينينسي البرازيلي في مباراة قوية انتهت بهدفين مقابل هدف، وسط إشادة واسعة بأداء الفريق السعودي.

ورغم أن المهاجم المغربي لم يشارك لفترة طويلة مع الهلال، إلا أن تجربته القصيرة فتحت الباب مجددًا للحديث عن مستقبله الكروي، لا سيما في ظل تراجع مستواه التهديفي مقارنة بما قدمه سابقًا مع النصر، ثم في بداياته مع الشباب، وهو ما يجعل مسألة استمراره في الفريق محل شك حتى الآن.

ولم تصدر إدارة الشباب أي بيان رسمي حول مستقبل حمدالله بعد انتهاء إعارته، لكنها تنتظر تقرير الغواسيل النهائي حول قائمة اللاعبين الأجانب، تمهيدًا لحسم الملفات العالقة في سوق الانتقالات الصيفية، الذي يشهد تحركات نشطة من الأندية الكبرى في المملكة، في ظل التنافس القوي المتوقع في الموسم الجديد.

وتشير مصادر قريبة من النادي إلى أن الغواسيل يسعى لتكوين خط هجوم يتمتع بالمرونة والسرعة، مع القدرة على الضغط العالي والتحرك بين الخطوط، وهي صفات لم تعد تنطبق على حمدالله بالشكل الكامل، خاصة بعد تقدمه في السن وتراجع لياقته البدنية بشكل نسبي خلال المواسم الأخيرة.

ويملك عبد الرزاق حمدالله، البالغ من العمر 33 عامًا، تاريخًا تهديفيًا حافلاً في الدوري السعودي، إذ برز مع النصر بشكل لافت، وتوّج بلقب هداف الدوري في أكثر من موسم، قبل أن يدخل في صدامات متكررة أدت إلى رحيله، ومن ثم انتقاله إلى الاتحاد، ثم الشباب، وهو ما يجعله من أكثر اللاعبين انتقالًا بين الكبار في السنوات الأخيرة.

ولكن الجمهور الشبابي منقسم حول مصير المهاجم المغربي، فبينما يرى البعض أن خبرته لا تزال قادرة على صناعة الفارق، يعتقد آخرون أن الوقت قد حان لضخ دماء جديدة في خط الهجوم، تتماشى مع طموحات الفريق في المنافسة على البطولات المحلية والظهور القاري بصورة مغايرة للمواسم الماضية.

وتُعد فترة الانتقالات الصيفية الحالية فرصة أمام إدارة الشباب لحسم هوية المهاجم الجديد، بناءً على المواصفات التي حددها الغواسيل، الذي يسعى لتكوين منظومة هجومية متكاملة، لا تقتصر على نجم واحد، بل تعتمد على الأداء الجماعي والتناوب في التسجيل وصناعة الفرص.

ومن جانبها، تتابع الجماهير تطورات الميركاتو الشبابي باهتمام، وسط تساؤلات متزايدة حول هوية الأسماء التي سيتم التعاقد معها، خصوصًا في ظل بقاء عدد من الأجانب في الفريق، مما يفرض على الإدارة مفاضلات صعبة بين التجديد والاستغناء، مع ضرورة تحقيق توازن فني ومالي في آن واحد.

ويبقى مستقبل حمدالله رهن قرار المدرب الفني، الذي لا يزال في مرحلة التقييم والاختبار، بينما تتجه الأنظار إلى الأيام القادمة، التي قد تشهد مفاجآت كبيرة في ملف اللاعبين الأجانب، خاصة إذا قررت إدارة الشباب دعم طلبات المدرب بالكامل والمضي في خطته لإعادة هيكلة الفريق.

وبينما لا تزال الصورة غير واضحة حول مصير عدد من اللاعبين، إلا أن المؤكد أن نادي الشباب مقبل على تغييرات جوهرية، تعكس رغبة الإدارة الجديدة في تصحيح المسار وإعادة الفريق إلى سكة المنافسة، بعد سنوات من التراجع والابتعاد عن دائرة الألقاب والمراكز الأولى.

اقرأ ايضاً