مستقبل ثلاثي النصر يحبس الأنفاس وخيسوس على أعتاب غربلة كبرى

كتب بواسطة: محمد حازم | نشر في

تتصاعد وتيرة الجدل في الشارع الرياضي السعودي حول مصير بعض نجوم نادي النصر، في ظل تحركات الإدارة المكثفة لإعادة ترتيب أوراق الفريق قبل انطلاق الموسم الكروي الجديد، وسط آمال كبيرة بعودة العالمي إلى منصات التتويج المحلية والقارية، بعد موسم مخيب للآمال، خرج منه الفريق صفر اليدين من البطولات.

ويبدو أن نادي النصر، الذي يعيش مرحلة دقيقة من إعادة الهيكلة الفنية، يستعد لاتخاذ قرارات مصيرية بحق عدد من لاعبيه الأجانب، وسط تكهنات واسعة حول بقاء أو رحيل بعض الأسماء البارزة في الفريق، مع ترقب وصول المدرب البرتغالي خورخي خيسوس لحسم الأمور ميدانيًا بعد توقيعه الرسمي المنتظر.
إقرأ ايضاً:دوري يلو يقترب من ضم الجناح البرازيلي الواعد جوستافو مايا قبل إغلاق الانتقالات احرص على تأمين مستقبلك: خطوات الاشتراك في نظام معاشات المصريين بالخارج

ووفقًا لما نقلته مصادر إعلامية موثوقة، فإن مستقبل الثلاثي المحترف ساديو ماني، أوتافيو مونتيرو، ومارسيلو بروزوفيتش ما زال غير محسوم بشكل نهائي، لكن مؤشرات قوية بدأت تتشكل داخل أروقة النادي، وسط توجه إداري لإجراء غربلة واسعة تشمل عناصر فنية داخل التشكيلة الحالية.

وبحسب صحيفة "اليوم" الرياضية، فإن إدارة نادي النصر قررت عدم مناقشة أي عروض مقدمة بشأن الثنائي أوتافيو وبروزوفيتش في الوقت الراهن، مفضّلة الانتظار حتى يتولى المدرب الجديد مسؤولياته كاملة خلال معسكر الإعداد الخارجي، حيث سيكون له الكلمة الأخيرة في تحديد مصير اللاعبين بشكل عملي.

وفي المقابل، فإن موقف ساديو ماني يبدو أكثر وضوحًا، حيث استقرت الإدارة على الإبقاء عليه في الموسم المقبل، بسبب ارتفاع قيمة عقده السنوي، وصعوبة التخلي عنه في ظل غياب العروض الرسمية التي تغطي تكاليف رحيله، ما يجعل استمرار النجم السنغالي الخيار الأقرب في الوقت الراهن.

ويحظى ماني بمكانة جماهيرية لافتة رغم تذبذب مستواه في بعض فترات الموسم الماضي، لكن إسهاماته الهجومية ومكانته العالمية ما زالت تمنحه الأفضلية للبقاء، خاصة أن النصر يعوّل على خبرته الكبيرة في الاستحقاقات الآسيوية المقبلة، والتي تمثل أولوية قصوى للإدارة.

ومن المنتظر أن تصل العقود الرسمية إلى المدرب خورخي خيسوس خلال الساعات المقبلة، تمهيدًا لتوقيعها رسميًا، في صفقة تمتد لموسم واحد فقط، وسط ترقب كبير من الشارع النصراوي لما يمكن أن يقدمه المدرب البرتغالي صاحب الخبرات الكبيرة في الملاعب الخليجية، خاصة بعد نجاحه اللافت مع الهلال سابقًا.

ويبدو أن الإدارة النصراوية تسعى لمنح المدرب الجديد كامل الصلاحيات في اختيار عناصر الفريق، وهو ما يُفسر تأجيل البت في ملفات اللاعبين الأجانب إلى ما بعد المعسكر التحضيري، حيث سيقوم خيسوس بتقييم الوضع الفني على الأرض، قبل أن يقرر من سيغادر ومن سيبقى.

وتؤكد مصادر مقربة من النادي أن خيسوس طلب بالفعل دراسة شاملة لتقارير الأداء الفني لجميع اللاعبين، تمهيدًا لاتخاذ قرارات تتناسب مع خطته التكتيكية، ما يعني أن بعض الأسماء قد تواجه مفاجآت غير متوقعة مع بداية الموسم، إذا لم تنسجم مع توجهاته الفنية.

وكان النصر قد تعاقد مع عدد من النجوم في المواسم الأخيرة ضمن سياسة تهدف لتدعيم الفريق بأسماء ذات خبرة أوروبية، غير أن تلك التعاقدات لم تحقق النتائج المرجوة حتى الآن، ما دفع الإدارة إلى إعادة النظر في تركيبة الفريق، وتقييم الاستثمار الفني في بعض النجوم الأجانب.

وشهد الموسم الماضي تقلبات كبيرة في أداء النصر، حيث أنهى الموسم دون ألقاب رغم توافر العناصر المميزة، ما شكل ضغطًا كبيرًا على الإدارة التي تواجه حاليًا مطالب جماهيرية بتصحيح المسار، وضرورة التعاقد مع مدرب قادر على إعادة الفريق لمنصات المنافسة.

وفي خضم هذه المتغيرات، يظهر المدرب خيسوس كأحد الحلول المنتظرة لإعادة ترتيب البيت النصراوي، حيث يعوّل عليه كثيرًا في استثمار قدرات اللاعبين، وتحقيق التوازن بين الأسماء المحلية والأجنبية، وإعادة بناء التشكيلة على أسس أكثر استقرارًا.

ويبدو أن خيسوس سيجد أمامه مهمة مزدوجة، تتمثل في إصلاح الخلل الفني وإعادة الانضباط إلى غرفة الملابس، في وقت تنتظر فيه الإدارة منه تقييمًا دقيقًا لكل اسم أجنبي، خاصة أولئك الذين كلفوا خزينة النادي مبالغ ضخمة دون أن يقدموا الأداء المأمول.

ومن المرجح أن تبدأ عملية الغربلة الحقيقية عقب معسكر الإعداد، حيث سيكون لدى المدرب الجديد تصور شامل حول قدرات لاعبيه، لتقديم توصيات فنية قد تشمل تسريح بعض الأسماء أو الإبقاء على آخرين، حسب ملاءمتهم للفكر الفني الذي ينوي تطبيقه في الموسم المقبل.

وتنتظر جماهير النصر الكثير من إدارة النادي، خاصة أن الموسم الماضي ترك خيبة أمل كبيرة، ورغبة قوية في رؤية فريق قادر على التتويج، لا سيما في ظل الدعم المالي الكبير والتسهيلات المتاحة التي تضمن للنادي استقطاب نخبة من اللاعبين والمدربين على أعلى مستوى.

ومن المتوقع أن يشهد الأسبوع المقبل تطورات حاسمة مع وصول خيسوس إلى الرياض، حيث ستبدأ فعليًا مرحلة التحضير الجاد للموسم الجديد، وستظهر ملامح الفريق الجديد الذي ينوي النصر الرهان عليه في مختلف البطولات، محليًا وآسيويًا.

وفي ظل الترقب الجماهيري الكبير، تتجه الأنظار حاليًا إلى القرارات التي سيتخذها خيسوس بشأن الثلاثي الأجنبي، خاصة أن كل اسم منهم يمثل قيمة فنية كبيرة، والقرار بشأنهم سيعكس بوضوح النهج الجديد الذي تنوي الإدارة اتباعه خلال الموسم المنتظر.

اقرأ ايضاً