يشهد تطبيق "حضوري" الخاص بتوثيق حضور وانصراف المعلمين والمعلمات في المدارس السعودية موجة من الأعطال التقنية المتكررة، ما أثار قلق الكوادر التعليمية من احتمال تأثر رواتبهم أو تعرضهم للخصم الإداري، وسط دعوات متزايدة باعتبار المرحلة الحالية فترة تجريبية دون محاسبة حتى استقرار النظام بشكل كامل.
إقرأ ايضاً:OpenAI وجوني إيف يواجهان تحديات تطوير جهاز ذكاء اصطناعي بحجم اليد دون شاشةموعد ينتظره الجميع.. عطلة مفاجئة تبهج طلاب ومعلمي المدارس في السعودية الأسبوع المقبل
المعلم سعيد القحطاني أوضح في حديثه لـ"العربية.نت" أن التطبيق يعتمد بشكل أساسي على خاصية الموقع الجغرافي (GPS)، ولا يسمح بتسجيل الدخول قبل الوصول الفعلي إلى المدرسة، مما يجعل أي تأخير بسيط في التحقق ينعكس على تسجيل وقت الانصراف. وأضاف: “نطالب بأن تُحتسب هذه المرحلة تجربة تقنية فقط، حتى تُعالج المشكلات الحالية وتُضمن العدالة للجميع”.
من جانبها، أكدت المعلمة جواهر السلمي أن غالبية المعلمات لا يواجهن مشاكل كبرى في التطبيق، لكن القلق العام يتمحور حول الأعطال المفاجئة التي قد تمنع توثيق الحضور أو الانصراف، الأمر الذي قد يؤدي إلى خصومات مالية غير مستحقة.
وأشار عدد من المعلمين إلى أنهم اضطروا مؤخرًا إلى العودة لاستخدام التوقيع الورقي في دفاتر الحضور، بعد تلقيهم إشعارات تفيد بعدم إمكانية الوصول إلى الخدمة الإلكترونية، ما تسبب في حالة من الارتباك داخل بعض المدارس، خاصة أن التطبيق أصبح هو الوسيلة الرسمية المعتمدة لتسجيل ساعات العمل.
من الناحية التقنية، أوضح الأخصائي تركي المحمود أن السبب وراء تعثر النظام يعود إلى الضغط الهائل الذي يحدث في فترات تسجيل الدخول الصباحية، عندما يحاول آلاف المستخدمين الدخول في وقت واحد، بالتزامن مع عمليات التحقق الحيوي مثل بصمة الوجه والإصبع إلى جانب الموقع الجغرافي.
وقال المحمود: “هذا التزامن يسبب اختناقًا في قواعد البيانات وطبقات المصادقة، مما يؤدي إلى بطء شديد أو توقف مؤقت في الخدمة”. واقترح حلولًا عاجلة منها فتح نافذة تسجيل الحضور قبل بداية الدوام بعشر دقائق لتوزيع الضغط تدريجيًا، إلى جانب توسعة الخوادم السحابية (Cloud Scaling) لرفع كفاءة الأداء.
كما دعا إلى تطبيق حلول هندسية متقدمة مثل توزيع الحمل عبر مراكز بيانات متعددة (Load Balancing)، وإنشاء خوادم احتياطية تعمل بالتوازي لتجنب التوقف، وإجراء اختبارات ضغط دورية قبل كل تحديث جديد، إضافة إلى إطلاق لوحة متابعة فورية توضح للمستخدمين حالة النظام لحظة بلحظة.
ويُعد تطبيق "حضوري" أحد المبادرات التقنية لوزارة التعليم السعودية، ويهدف إلى رفع كفاءة الانضباط المدرسي وتوثيق الحضور والانصراف إلكترونيًا باستخدام التقنيات الحيوية والموقع الجغرافي، بما يعزز التحول الرقمي في القطاع التعليمي، ويحد من الاعتماد على الإجراءات الورقية التقليدية.
ويؤكد الخبراء أن نجاح التطبيق يعتمد على معالجة هذه الأعطال سريعًا، لضمان تجربة مستقرة وموثوقة تعزز ثقة المعلمين في التحول الرقمي الذي تسعى المملكة إلى ترسيخه ضمن رؤية السعودية 2030.