كشفت التحقيقات في حادثة مقتل طفل مصري في مدينة الإسماعيلية على يد زميله، والتي تميزت بتمزيق جثته بطريقة وحشية، عن الدافع وراء الجريمة المروعة، وهو التأثر بأحد الألعاب الإلكترونية المنتشرة على الإنترنت. وأوضح المتهم أنه استوحى أسلوب القتل من اللعبة التي تحاكي مشاهد العنف والدماء بشكل واقعي، ما جعله غير قادر على التمييز بين الواقع والخيال.
إقرأ ايضاً:في خطوة غير متوقعة... خدمة جديدة تجعل ماء زمزم يصل إلى منزلك في ثوانٍ فقط!أجواء غير مستقرة اليوم في السعودية.. أمطار غزيرة وتحذيرات من الأرصاد تشمل 5 مناطق!
ووفقًا لمختصين في الأمن السيبراني، فإن بعض الألعاب الإلكترونية لم تعد مجرد وسيلة للترفيه، بل أصبحت أدوات برمجة نفسية، تعمل على تطبيع العنف، وتغذية السلوك العدواني بشكل تدريجي، ما قد يؤدي إلى ارتكاب جرائم كاملة الأركان. ويطرح الخبراء تساؤلات حول دور الأسر والمجتمعات في حماية الأطفال من تأثير هذه الألعاب ومنع تحول المحاكاة الافتراضية إلى سلوك واقعي خطر.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور محمد محسن رمضان، رئيس وحدة الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني بمركز العرب للأبحاث والدراسات، أن حادثة الإسماعيلية مثلت صدمة للمجتمع المصري، وجرس إنذار لأولياء الأمور، حيث أظهرت خطورة غياب الرقابة الأسرية وتأثير التغذية النفسية الرقمية المنحرفة على الأطفال الذين قد يتحولون من لاعبين غير مدركين إلى أدوات للجريمة. وأشار رمضان إلى أن الألعاب الحديثة تعمل على إعادة تشكيل إدراك اللاعب، من خلال تحفيز مراكز المكافأة والعنف في الدماغ، خاصة الألعاب التي تعتمد على نظام "القتل مقابل النقاط"، حيث يكوّن الطفل ارتباطًا شرطياً بين العنف والنجاح، ما يجعل القسوة وسيلة طبيعية لتحقيق الهدف.
وأضاف رمضان أن بعض الألعاب تحتوي على رسائل مخفية أو تحديات موجهة للأطفال، مثل تحديات الموت أو إيذاء الذات، وتشمل غرف محادثة سرية مع بالغين مجهولي الهوية، بالإضافة إلى خوارزميات توصية تدفع اللاعبين تدريجيًا نحو محتوى مظلم، حتى في الألعاب المجانية التي تبدو بريئة.
من جهته، أكد اللواء أبو بكر عبدالكريم، مساعد أول وزير الداخلية المصري الأسبق، أن هذه الألعاب أصبحت "مدارس سلوك" خطيرة، حيث تبدأ الجرائم بلعبة وتنتهي بكارثة. وأشار إلى حوادث سابقة مثل "مومو تشالنج" و"الحوت الأزرق"، التي دفعت أطفالًا إلى إيذاء أنفسهم، وحادث طفل الإسكندرية عام 2022، الذي حاول قتل زميله متأثرًا بلعبة قتالية. ونصح عبدالكريم بضرورة مراقبة محتوى الألعاب قبل السماح للأطفال باللعب، واستخدام أدوات الرقابة الأبوية، ومشاركة الأبناء أحيانًا في اللعب، وتحديد أوقات استخدام الأجهزة، ومتابعة المؤثرين والفيديوهات داخل الألعاب.
ويؤكد الخبراء أن دور الأسرة والمجتمع محوري في حماية الأطفال من تأثير الألعاب الإلكترونية العنيفة، عبر التوجيه والتثقيف والمراقبة المستمرة، لضمان أن تبقى الألعاب وسيلة للترفيه وليس مصدرًا لتغذية سلوك عدواني أو أفعال خطيرة في الواقع.