أثار اكتشاف فلكي حديث حالة من الجدل والدهشة في أوساط العلماء، بعد إعلان فريق من الباحثين عن رصد ما أطلقوا عليه “العالم السري”، وهو جرم غامض قد يكون كوكباً غير مكتشف داخل حدود مجموعتنا الشمسية.
هذا الاكتشاف، الذي وصف بأنه “محير وغير متوقع”، دفع العلماء إلى إعادة النظر في تركيبة النظام الشمسي وإمكانية وجود كواكب جديدة مختبئة على أطرافه البعيدة.
إقرأ ايضاً:خسائر مرعبة تهز أسواق العملات الرقمية.. ماذا يحدث في عالم الكريبتو هذا الأسبوع؟قرارات صارمة وغرامات مفاجئة.. تحديث جديد يغيّر قواعد البناء في السعودية!
تاريخياً، يُعرف أن النظام الشمسي يتكوّن من ثمانية كواكب تدور حول الشمس، إلا أن الدراسة الجديدة الصادرة عن جامعة “برينستون” الأميركية، والتي نشرتها صحيفة ديلي ميل البريطانية، تشير إلى احتمال وجود كوكب تاسع أو عاشر لم يتم التعرف عليه بعد. ويعتقد العلماء أن هذا “العالم السري” الذي أطلقوا عليه اسم “الكوكب واي (Y)” قد يكون صخرياً وبحجم الأرض تقريباً، لكنه يختبئ في منطقة بعيدة للغاية تجعل رصده عبر التلسكوبات التقليدية أمراً شبه مستحيل.
ويقول الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور أمير سراج، إن الفريق العلمي بدأ ملاحظاته بعد رصد أكثر من 50 جسماً في منطقة حزام كايبر، وهي منطقة مليئة بالأجسام الجليدية خلف كوكب نبتون، حيث لوحظ أن مداراتها مائلة بزاوية غير طبيعية. وأضاف سراج: “بحثنا عن تفسيرات محتملة لهذا الميلان، لكن كل الأدلة تشير إلى وجود جرم سماوي يؤثر على هذه المدارات، وهو ما يدعم فرضية وجود كوكب غير مكتشف هناك.”
وأشار الباحثون إلى أن ما تم رصده لا يمكن اعتباره اكتشافاً مؤكداً لكوكب جديد بعد، بل هو لغز فلكي مفتوح قد يكون الحل فيه هو وجود كوكب آخر يختبئ في الظل. ويؤكد العلماء أن أي كوكب يقع في هذه المنطقة سيستقبل قدراً ضئيلاً جداً من ضوء الشمس، مما يجعل رؤيته بشكل مباشر شبه مستحيلة، لذلك يعتمدون على دراسة تأثيره الجاذبي على الأجسام الأخرى في حزام كايبر.
يُذكر أنه في عام 2016، طرح عالما الفلك مايك براون وكونستانتين باتيجين من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا فرضية “الكوكب التاسع”، وأطلقا عليه اسم “كوكب إكس”، مشيرين إلى أن حركته تؤثر على 12 جسماً من أجسام الحزام. لكن الدكتور سراج أوضح أن “الكوكب واي” الذي يجري الحديث عنه الآن مختلف عن “كوكب إكس”، مما يعزز الاحتمال بأن نظامنا الشمسي لا يضم ثمانية كواكب فقط، بل ربما تسعة أو حتى عشرة.
وفي ظل هذه المؤشرات، يرى العلماء أن اكتشاف هذا “العالم السري” قد يكون بداية فصل جديد في فهمنا للكون، وربما يحمل مفاجآت تتعلق بوجود أشكال حياة غير معروفة بعد.
