في خطوة وُصفت بأنها نقطة تحول تاريخية، يشهد منفذ الطوال–حرض الحدودي بين المملكة العربية السعودية واليمن انطلاقة جديدة تمثل ثورة في عالم السفر البري، إذ سيُختصر زمن الرحلة بين البلدين من ثلاثة أيام مرهقة إلى نحو ثلاث ساعات فقط، ما يمنح آلاف المغتربين اليمنيين بارقة أمل طال انتظارها.
إقرأ ايضاً:فعاليات خيالية تنتظرك.. طريقة حجز تذاكر موسم الرياض 2025 وأسعار الدخول بالتفصيلهل يتوقف دعم ريف إذا تم إيقاف الخدمات؟ رد رسمي من وزارة البيئة يحسم الجدل
المنفذ الذي ظل مغلقًا منذ عام 2015 بسبب الظروف الأمنية، يعود اليوم بحلة جديدة مدعومة بأحدث التقنيات الذكية في الفحص والعبور وإدارة الحركة، ضمن مشروع متكامل يعكس التزام المملكة بتعزيز روابطها الإنسانية والاقتصادية مع الشعب اليمني الشقيق.
ويُعد هذا المشروع بمثابة نقلة نوعية في حياة المسافرين اليمنيين الذين عانوا طويلاً من مشقة الطرق البديلة التي كانت تمتد لمسافات تتجاوز 1500 كيلومتر، بينما المسافة عبر المنفذ الجديد لا تتعدى 200 كيلومتر فقط.
تسهيلات تقنية وتنظيم ذكي
أُدخلت في المنفذ منظومة متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإدارة حركة الدخول والخروج، مما يضمن انسيابية عالية وتقليل فترات الانتظار إلى حدها الأدنى. كما تم تجهيز المرافق الخدمية الحديثة لتوفير الراحة للمسافرين، مع تطبيق معايير عالمية في الأمن والسلامة.
أثر اقتصادي وتنموي واسع
ولا يقتصر تأثير المشروع على تسهيل التنقل فحسب، بل يمتد ليشمل تحفيز النشاط التجاري بين البلدين. فقد أدى تقليص زمن الرحلة إلى انخفاض كبير في تكاليف النقل والشحن، ما ساهم في تحريك عجلة التنمية بالمناطق الحدودية وتعزيز التبادل التجاري والاستثماري. تجار اليمن والسعودية بدأوا يلمسون فوائد ملموسة من هذه التسهيلات، حيث تقلصت مدة وصول البضائع من عدة أيام إلى ساعات قليلة، الأمر الذي يرفع من تنافسية المنتجات في الأسواق المحلية.
بُعد إنساني عميق
إضافة إلى المنافع الاقتصادية، حمل افتتاح المنفذ بُعدًا إنسانيًا كبيرًا تمثل في لمّ شمل الأسر اليمنية بعد سنوات من البعد، إذ أصبح بإمكان العمال اليمنيين المقيمين في المملكة زيارة ذويهم بانتظام بعد أن كانت الزيارة السنوية الخيار الوحيد المتاح لهم. هذا التحول يعزز الروابط العائلية والاجتماعية ويعيد الحياة الطبيعية للكثير من الأسر التي فرقها البُعد الجغرافي لسنوات.
نموذج إقليمي رائد
تطوير المنفذ لم يقتصر على التوسعة فقط، بل شمل تحسين الطرق المؤدية إليه وإنشاء مرافق متكاملة لخدمة جميع فئات المسافرين، مما يجعله نموذجًا متقدمًا لإدارة المعابر في المنطقة. ويجسد المشروع رؤية المملكة الطموحة في بناء جسور تعاون وتنمية مشتركة مع اليمن، تعكس روح الأخوة والجوار وتعزز التكامل الإقليمي في مختلف المجالات.