في خطوة تؤكد سعيها المستمر نحو تطوير تجربة المشاهدة، أعلنت منصة نتفليكس أنها تتجه بقوة نحو تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي بهدف تعزيز الإنتاج الفني وتحسين تجربة المستخدمين حول العالم. وأوضحت الشركة أن هذه الخطوة لا تهدف إلى استبدال الإبداع البشري، بل إلى توظيف الذكاء الاصطناعي كأداة داعمة للمبدعين، تساعدهم على إنتاج محتوى أكثر جودة وسرعة وابتكارًا. هذه الرؤية تعكس إدراك نتفليكس العميق لأهمية التوازن بين التكنولوجيا والإنسان في صناعة المحتوى المرئي.
إقرأ ايضاً:5 شركات كبرى تسيطر على أكثر من ثلث سوق محطات الوقود في السعوديةالأسهم الآسيوية تتراجع بفعل ضغوط قطاع التكنولوجيا ومخاوف الأسواق العالمية
الذكاء الاصطناعي كأداة لتعزيز الإبداع الفني
أكد الرئيس التنفيذي لنتفليكس، تيد ساراندوس، أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة كبيرة لتحسين أدوات العمل الإبداعي وليس تهديدًا لها. وأشار إلى أن التقنية تتيح لصناع الأفلام والمخرجين والمصممين تطوير أعمالهم بشكل أسرع وأكثر دقة، سواء في إعداد المؤثرات البصرية أو تصميم الديكورات أو حتى توليد مشاهد افتراضية معقدة. كما أوضح أن المنصة استخدمت الذكاء الاصطناعي مؤخرًا في مشاهد من المسلسل الأرجنتيني The Eternaut لتصميم لقطات انهيار مبانٍ بشكل واقعي، وكذلك في فيلم Happy Gilmore 2 لتقليل أعمار الشخصيات بصريًا، إضافة إلى استخدام التقنية في مرحلة ما قبل الإنتاج بمسلسل Billionaires’ Bunker. ومع ذلك، شدّد ساراندوس على أن التقنية لا يمكنها خلق قصة عظيمة من العدم، لأن جوهر الإبداع ما زال حكرًا على الإنسان.
مخاوف الفنانين من التوسع في استخدام التقنية
رغم حماس نتفليكس لهذه التقنية، فإن الجدل ما زال محتدمًا في أوساط الفنانين والمنتجين، خاصة بعد التطورات الأخيرة في تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل نموذج Sora 2 من شركة OpenAI، القادر على توليد مقاطع فيديو واقعية بالكامل. هذا التقدم أثار قلق نقابة الممثلين الأميركيين SAG-AFTRA والممثل الشهير براين كرانستون، اللذين دعوا إلى وضع ضوابط صارمة تمنع استخدام صور وأصوات الفنانين دون إذنهم. وأوضح ساراندوس أن هذه المخاوف مبرّرة، لكنه أكد في الوقت ذاته أن نتفليكس ملتزمة باستخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وأخلاقية تحافظ على حقوق المبدعين وتدعمهم.
التكنولوجيا تخدم الإنسان لا تستبدله
ترى نتفليكس أن المستقبل يكمن في التكامل بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي، لا في التنافس بينهما. فالذكاء الاصطناعي قادر على تسريع مراحل الإنتاج وتحسين الجودة التقنية، لكنه لن يتمكن من محاكاة العاطفة الإنسانية أو الإلهام الفني الذي يصنع الأعمال الخالدة. ومع استمرار تطور هذه التقنيات، تؤكد نتفليكس أن الإبداع سيبقى في صميم عملها، وأن التكنولوجيا ستظل أداة لتعزيز التجربة لا بديلاً عنها. وبذلك، يبدو أن الشركة تسعى لتقديم نموذج متوازن بين التطور التقني والحفاظ على الروح الإنسانية في صناعة الترفيه.