يشهد الاقتصاد السعودي طفرة استثمارية غير مسبوقة مع ازدياد ثقة الشركات العالمية في بيئة الأعمال داخل المملكة، حيث أعلن وزير الاستثمار خالد الفالح أن عدد الشركات العالمية التي افتتحت مقراتها الإقليمية في الرياض بلغ 675 شركة، وهو رقم يعكس قوة الجاذبية الاستثمارية للمملكة ومتانة البنية الاقتصادية التي أرستها رؤية السعودية 2030. هذا التوجه الاستراتيجي يعزز مكانة الرياض كمركز إقليمي للأعمال والتقنية والطاقة والتمويل في الشرق الأوسط.
إقرأ ايضاً:تسهيلات جديدة لإصدار تأشيرات العمل للسودانيين عبر مركز البصمة في بورتسودانوزارة البيئة والزراعة تغيّر معادلة الاقتصاد الوطني وتحقق قفزة نوعية في الإنتاج الزراعي
رؤية السعودية 2030 وتحول اقتصادي شامل
أوضح وزير الاستثمار أن رؤية السعودية 2030 أحدثت تحولاً جذرياً في الاقتصاد الوطني، إذ تضاعف حجم الاقتصاد من 650 مليار دولار قبل إطلاق الرؤية إلى نحو 1.3 تريليون دولار في السنوات الأخيرة، بفضل الإصلاحات الاقتصادية والتشريعية الجريئة التي شجعت الشركات الدولية على توسيع أعمالها في المملكة. كما أكد الفالح أن نحو 85% من مبادرات الرؤية قد اكتملت أو تسير على المسار الصحيح، ما يعكس التزام الحكومة بتحقيق أهدافها الطموحة. وارتفعت مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي إلى 56% مقارنة بـ40% فقط قبل إطلاق الرؤية، مما يؤكد نجاح جهود التنويع الاقتصادي.
السعودية مركز عالمي للطاقة والتقنيات الحديثة
أكد الفالح أن المملكة لا تزال قوة عالمية في مجال الطاقة التقليدية، لكنها في الوقت ذاته تستثمر بقوة في مجالات الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر، ما يجعلها في طليعة الدول المتقدمة في هذا القطاع. وأشار إلى أن السعودية تعمل على أن تكون مركزاً عالمياً لمراكز البيانات والذكاء الاصطناعي، بفضل ما تملكه من مصادر طاقة مستقرة وأسعار تنافسية. كما شدد على أهمية الابتكار في دعم الاقتصاد المستقبلي، مبيناً أن المملكة تسعى لاستقطاب استثمارات ضخمة في مجالات التقنية والبنية التحتية الرقمية لتعزيز مكانتها كمحور رئيسي في الاقتصاد العالمي.
فرص استثمارية واعدة في موانئ ومطارات المملكة
دعا الوزير المستثمرين الدوليين إلى اغتنام الفرص الواعدة في موانئ ومطارات المملكة التي تشهد توسعاً وتطويراً غير مسبوقين ضمن خطط التحول الوطني. وأشار إلى أن الحكومة تعمل على تعزيز متانة سلاسل التوريد في ظل التحديات العالمية، مؤكداً أن السعودية أصبحت وجهة آمنة ومستقرة للمستثمرين بفضل سياساتها الاقتصادية المرنة وقدرتها على التكيف مع المتغيرات العالمية.
تعكس تصريحات الفالح حجم التحول الذي تشهده المملكة في بناء اقتصاد متنوع ومستدام، وجعل الرياض منصة عالمية للشركات الكبرى، مما يعزز مكانة السعودية كقوة اقتصادية واستثمارية مؤثرة على الساحة الدولية.
