استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحة قد يهدد مهارات الأطباء التقليدية

استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحة قد يهدد مهارات الأطباء التقليدية
كتب بواسطة: سعيد مبارك | نشر في  twitter

شهد قطاع الرعاية الصحية طفرة كبيرة بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي التي باتت جزءًا من أدوات التشخيص والعلاج، لكن دراسة حديثة أجريت في بولندا أثارت جدلًا واسعًا حول أثر هذه التقنيات على مهارات الأطباء التقليدية. فقد خلصت الدراسة إلى أن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تراجع الكفاءات العملية للأطباء مع مرور الوقت، وهو ما يمثل تحديًا أمام جودة الخدمات الصحية.

تأثير الذكاء الاصطناعي على التشخيص الطبي

ركزت الدراسة على الأطباء المتخصصين في إجراء تنظير القولون للكشف المبكر عن سرطان الأمعاء، وهي عملية دقيقة تتطلب مهارات تشخيصية عالية. وبفضل أنظمة الذكاء الاصطناعي أصبح من الممكن رصد الأورام الغدية بشكل أسرع وأكثر دقة، ما زاد من نسب الكشف المبكر وساعد على إنقاذ حياة العديد من المرضى. ومع ذلك، أظهرت نتائج الأبحاث أن معدلات اكتشاف الأورام تراجعت بنسبة 6% عند غياب هذه التقنيات، مما يشير إلى ضعف القدرة التشخيصية المكتسبة لدى الأطباء عند الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي.
إقرأ ايضاً:وزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذردوري يلو يقترب من ضم الجناح البرازيلي الواعد جوستافو مايا قبل إغلاق الانتقالات

مخاطر التراجع المهاري للأطباء

حذرت الدراسة من ظاهرة تعرف بـ"التراجع المهاري" أو (De-skilling)، والتي تعني فقدان الأطباء لبعض مهاراتهم السريرية نتيجة الاعتماد المستمر على الأدوات التقنية. هذه الظاهرة قد تؤثر بشكل مباشر على قدرة الأطباء على التعامل مع المواقف الحرجة، خاصة إذا تعطل النظام الذكي أو لم يكن متاحًا. الخبراء شددوا على ضرورة استمرار تدريب الأطباء على الطرق التقليدية للتشخيص جنبًا إلى جنب مع استخدام الأنظمة الذكية، لضمان الحفاظ على مستوى عالٍ من الكفاءة الطبية.

الحاجة إلى توازن بين التقنية والمهارة البشرية

أبرز ما توصلت إليه الدراسة هو ضرورة إيجاد توازن بين الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي وبين الحفاظ على المهارات البشرية المتراكمة لدى الأطباء. فالتقنيات الحديثة يجب أن تكون داعمًا لعمل الأطباء لا بديلًا عنها. ويؤكد الباحثون أن الحل الأمثل يكمن في تبني نماذج عمل هجينة، حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي كمساعد في اتخاذ القرارات، بينما يظل القرار النهائي بيد الأطباء بناءً على خبراتهم العملية.

إن نتائج هذه الدراسة تمثل تنبيهًا مهمًا لصناع القرار في القطاع الصحي، بضرورة وضع استراتيجيات تدريبية وبرامج تطوير مستمرة تضمن الحفاظ على مهارات الأطباء جنبًا إلى جنب مع الاستفادة من التطورات التكنولوجية. فالتقنية مهما بلغت دقتها لا يمكنها تعويض الخبرة الإنسانية التي تبقى أساس ممارسة الطب.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook