الذكاء الاصطناعي يغير قواعد التوقع: تحديد موعد الولادة بدقة غير مسبوقة

الذكاء الاصطناعي يغير قواعد التوقع: تحديد موعد الولادة بدقة غير مسبوقة
كتب بواسطة: حاتم بن فهد | نشر في  twitter

تشهد الأبحاث الطبية نقلة نوعية كبيرة بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي التي بدأت تدخل في مجال رعاية الأمومة والولادة، حيث لم يعد الاعتماد على التقديرات التقليدية كافيًا. الأطباء اعتادوا تحديد موعد الولادة عبر قاعدة حسابية تعتمد على آخر دورة شهرية للأم، لكن هذه الطريقة تظل تقريبية، ولا تعكس الفروق الفردية بين النساء. ومع التطور الحديث في تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح بالإمكان التنبؤ بموعد ميلاد الطفل بدقة قد تصل إلى 95%، وهو ما يمثل ثورة في عالم الطب والرعاية الصحية.

كيف يعمل الذكاء الاصطناعي في تحديد موعد الولادة

الفكرة الرئيسية تعتمد على تحليل صور الموجات فوق الصوتية باستخدام برامج متقدمة مدربة على ملايين الصور التي تم جمعها من حالات ولادة حقيقية. هذه الصور تمكّن الخوارزميات من قراءة تفاصيل دقيقة عن نمو الجنين وتطوره، لتقديم توقع أكثر دقة من الطرق الحسابية التقليدية. وقد أثبتت الدراسات أن البرنامج يستطيع التنبؤ بحالات الولادة المكتملة والمبكرة على حد سواء، مما يجعله أداة قوية في يد الأطباء.
إقرأ ايضاً:احرص على تأمين مستقبلك: خطوات الاشتراك في نظام معاشات المصريين بالخارج"النمر يحذر: جلد الدجاج قد يهدد قلبك والكولسترول في هذه الحالة فقط

نتائج دقيقة تثبت فاعلية التقنية

أبرز ما توصلت إليه الدراسات أن البرنامج المعروف باسم Ultrasound AI تمكن من التنبؤ بموعد الولادة في الحمل المكتمل بدقة 95%، وبالولادة المبكرة بدقة 72%، كما وصلت دقته في جميع الحالات إلى 92%. اللافت أن هذه النتائج تحققت من دون الاعتماد على البيانات الطبية الخاصة بالأم أو الفحوصات السريرية المعتادة، بل فقط من خلال صور الموجات فوق الصوتية. هذا يعكس مدى قوة الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات المرئية وربطها بنتائج عملية وواقعية.

أهمية الاكتشاف في تحسين الرعاية الصحية

تطبيق الذكاء الاصطناعي في هذا المجال سيساعد الأطباء على متابعة الحمل بدقة أكبر، والتعامل المبكر مع احتمالات الولادة المبكرة أو المضاعفات، مما يقلل من المخاطر التي قد تواجه الأم أو الطفل. كما أنه سيمنح الأمهات شعورًا بالطمأنينة، إذ سيتحول الموعد المتوقع من مجرد تقدير تقريبي إلى توقع قائم على بيانات وتحليلات دقيقة. هذه التقنية لا تمثل فقط تطورًا علميًا بل هي خطوة نحو تحسين نوعية حياة ملايين النساء حول العالم.

يسجل الذكاء الاصطناعي مرة أخرى انتصارًا جديدًا في عالم الطب، إذ لم يعد دوره مقتصرًا على التشخيص أو تحليل البيانات، بل امتد ليشمل أحد أدق وأهم مراحل حياة الإنسان، وهي الولادة. ومع تزايد الاعتماد على هذه التقنيات، يبدو أننا على أعتاب عصر جديد تتراجع فيه التقديرات العشوائية لتحل محلها الدقة العلمية المدعومة بالبيانات الذكية، وهو ما يبشر بمستقبل أكثر أمانًا للأمهات والأطفال على حد سواء.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook