ارتفاع معدلات إلغاء حجوزات الوحدات السكنية في السوق العقارية

كتب بواسطة: سعيد مبارك | نشر في

شهدت السوق العقارية المصرية خلال العام الجاري ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات إلغاء حجوزات الوحدات السكنية لتصل إلى نحو 40%، وفقًا لتقارير الخبراء العقاريين. ويعود ذلك إلى انسحاب العملاء "السماسرة" والمستثمرين قصيري الأجل من السوق نتيجة صعوبة الالتزام بسداد الأقساط، إضافة إلى توقعات بتراجع أسعار العقارات وسط انتشار سياسات "حرق الأسعار" بين المطورين العقاريين. هذه التغيرات تعكس ديناميكية السوق وأثر التوقعات الاقتصادية على قرارات العملاء، سواء كانوا مستثمرين حقيقيين أو سماسرة يسعون لتحقيق أرباح سريعة.

تأثير السماسرة وتوقعات السوق على الإلغاء

قالت عبير عصام، عضو غرفة التطوير العقاري، إن تخارج السماسرة من السوق كان السبب الرئيسي في ارتفاع معدلات إلغاء الحجوزات، مشيرة إلى أن هؤلاء العملاء كانوا يتعاقدون على الوحدات العقارية دون القدرة على الالتزام بسداد الأقساط الكاملة، على أمل بيع الوحدات بعد دفع أول قسطين. ومع استقرار أسعار الدولار وعدم ارتفاع أسعار العقارات كما توقعوا، اضطر السماسرة إلى التخلي عن حجوزاتهم، مما أدى إلى زيادة حجم الإلغاءات وزيادة المعروض من الوحدات في السوق، وهو ما أثر بشكل مباشر على سيولة القطاع العقاري وسلوك العملاء الآخرين.
إقرأ ايضاً:مواعيد ومواقع عروض القوات الجوية في اليوم الوطني السعودي 95 مجلس الشورى يدعم تسريع إجراءات المطالبات التأمينية ويستعرض استراتيجيات التنمية الوطنية

العوامل الاقتصادية وتأثيرها على إلغاء الحجوزات

أوضح نور عثمان، رئيس القطاع التجاري بشركة "كي بي أيز"، أن ارتفاع معدلات الإلغاء يرتبط بعدم قدرة فئة من العملاء على الالتزام بسداد الأقساط، خصوصًا العملاء الذين يشترون للوصول إلى أرباح قصيرة الأجل. كما أشار محمد نور، رئيس قطاع المبيعات في شركة بيتا للتطوير العقاري، إلى أن انخفاض الدولار وتطبيق سياسات حرق الأسعار بين الشركات العقارية حفز العملاء على إلغاء تعاقداتهم السابقة للدخول في العروض الجديدة بأسعار أكثر تنافسية. ويظهر من ذلك أن التحولات الاقتصادية تؤثر بشكل كبير على سلوك المستثمرين والعملاء في السوق العقارية.

متابعة السوق العقارية واستراتيجيات الاستثمار

رغم ارتفاع معدلات الإلغاء، يرى الخبراء أن ذلك لن يؤثر على أسعار العقارات أو على جاذبية القطاع للاستثمار، حيث أن الإلغاءات ترتبط بفئة معينة من العملاء وليست بسبب ضعف الطلب العام. لذلك يظل القطاع العقاري المصري جذابًا للاستثمار على المدى الطويل، ويستفيد المستثمرون من متابعة تحركات السوق، والاستفادة من العروض والخصومات، إلى جانب تقييم المخاطر والتغيرات الاقتصادية لضمان اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة.

خاتمة ارتفاع معدلات إلغاء حجوزات الوحدات السكنية يعكس تأثير السماسرة والتوقعات الاقتصادية على السوق، لكنه لا يشير إلى انهيار القطاع، بل يوفر فرصًا للمستثمرين للاستفادة من العروض الحالية وتحقيق استثمارات ناجحة مدروسة خلال الفترة المقبلة في ظل سياسات حرق الأسعار والعرض والطلب المستمر.

اقرأ ايضاً