بلان يطفئ صخب الكلاسيكو ويرفع شعار مباراة بمباراة.. رسالة حادة بعد فوز الاتحاد على النجمة

بلان
كتب بواسطة: محمد حازم | نشر في  twitter

 في ليلة حارة وحبلى بالتفاصيل الصغيرة التي تحسم المباريات الكبيرة، خرج الفرنسي لوران بلان مدرب الاتحاد برسالة واضحة إلى اللاعبين والجماهير مفادها أن طريق المنافسة لا يُختزل في عناوين صاخبة ولا يتحدد بضربة واحدة، بل يُبنى خطوة بخطوة وتركيزًا بل تركيز. الاتحاد انتزع فوزًا مهمًا على النجمة ضمن الجولة الثالثة من دوري روشن السعودي، فوزًا يساوي أكثر من ثلاث نقاط لأنه جاء مصحوبًا بملامح انضباط تكتيكي وشخصية دفاعية طال السؤال عنها في الأسابيع الماضية. بلان لم يُخف ارتياحه لتحقيق الشباك النظيفة، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الفريق لا يزال في طور التشكّل وأن أي قفزة غير محسوبة نحو استحقاقات لاحقة قد تُربك الإيقاع الذي يبحث عنه العميد منذ صافرة الانطلاق.

 كما أن المدير الفني الفرنسي قطع الطريق على كل الأسئلة التي تُغري بالحديث المبكر عن القمة المرتقبة أمام النصر، فأكد أن بوصلة التحضير تتجه الآن إلى الوحدة لا غير، وأن إدارة الأحمال الذهنية والبدنية تمر عبر سياسة مباراة بمباراة. رؤية تبدو واقعية إذا ما أخذنا في الاعتبار أن لقاء النجمة جرى تحت ظروف مناخية قاسية وحرارة مرتفعة أثّرت في نسق اللعب، ومع ذلك ظهر الاتحاد بصلابة أكبر في الثلث الأخير من الملعب، ونجح في غلق المساحات وإجبار المنافس على اللعب في مناطق غير مؤذية.

  وكشف بلان جانبًا من خياراته الفنية عندما دفع بسيميتش في مركز الظهير، مبررًا ذلك بعودة أحمد الجليدان من إصابة وابتعاده الطويل عن حساسية المشاركة، إلى جانب أن العبود ليس ظهيرًا بطبيعته. قراءة عملية لضرورات المباراة، لكنها تعكس كذلك مرونة في تدوير الأدوار بحسب الجاهزية، وهو نهج تحتاجه الفرق التي تنافس على عدة جبهات وتتعامل مع ضغط مباريات متلاحق. الأهم بالنسبة للمدرب كان احترام تفاصيل اللقاء واحترام عوامل الطقس، فشكر الفريقين على الأداء في أجواء صعبة، قبل أن يضع إصبعه على النقطة الجوهرية في تقييمه وهي الخروج بدون استقبال أهداف، في إجابة عملية على التساؤلات المتكررة حول المنظومة الدفاعية.
إقرأ ايضاً:عودة منتظرة.. بنزيما يقترب من الظهور في كلاسيكو الاتحاد والنصر بدوري روشنصدمة تهز البيت الهلالي.. إنزاجي يواجه الكلاسيكو القادم بخيار واحد فقط

 الفوز على النجمة يمنح الاتحاد جرعة معنوية ضرورية ويعيد ترتيب الأولويات داخليًا، إذ يتيح للجهاز الفني تثبيت قواعد اللعب قبل الاصطدام بمواعيد أثقل إعلاميًا وجماهيريًا. ومن الواضح أن بلان يناور لخفض الضجيج المحيط بالمواجهات الكبيرة حتى لا يتحول إلى ضغط زائد على اللاعبين، لذلك أصر على عدم الذهاب بعيدًا في الحديث عن النصر، مفضلًا الإبقاء على التركيز حاضرًا أمام الوحدة. هذه المقاربة النفسية قد تكون ميزة الاتحاد في قادم الأسابيع، لأن الفريق لا يحتاج فقط إلى حلول فردية في الثلث الهجومي، بل إلى رتم مستقر وتناغم خطوط يمنع الارتباك ويضمن جودة القرارات في الثواني الحاسمة.

خلاصة المشهد أن الاتحاد وضع قدمًا على الطريق الصحيح بنتيجة إيجابية وأداء أكثر اتزانًا، ومدربه أطلق رسالة مزدوجة: لا وعود صاخبة ولا قفز على المراحل، بل عمل يومي وشباك نظيفة حين تتطلب المباراة ذلك، وهدوء يحصّن المجموعة من أمواج الكلاسيكو وعناوينه. الاتحاد كسب النقاط وكسب ما هو أهم، وهو إطار ذهني يتعامل بذكاء مع المتغيرات، تمهيدًا لرحلة طويلة يحتاج فيها العميد إلى النفس الطويل والحضور الذهني قبل أي شيء.

 

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook