تزايدت في الآونة الأخيرة التساؤلات والمخاوف حول قدرة أدوات الذكاء الاصطناعي مثل شات جي بي تي على الوصول إلى الكاميرا أو الميكروفون دون إذن المستخدم، خاصة مع انتشار مقاطع فيديو تزعم أن الذكاء الاصطناعي “يراقب” المستخدمين أو “يسمعهم” حتى في الخلفية. هذه المزاعم أثارت جدلًا واسعًا حول مدى أمان استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي ومستوى الخصوصية الذي تضمنه للمستخدمين.
إقرأ ايضاً:قدرات تصوير مذهلة في هاتف هواوي Mate 80 Pro تكشف عن ثورة جديدة في عالم الهواتف الذكيةاستثمارات تفوق 2.1 تريليون دولار تنتظر السوق السعودية نحو مرحلة جديدة من النمو الاقتصادي
هل يستطيع شات جي بي تي الوصول إلى الكاميرا أو الميكروفون؟
بحسب الخبير في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني المهندس رامي المليجي، فإن شات جي بي تي لا يمكنه من الناحية التقنية تشغيل الكاميرا أو الميكروفون دون إذن المستخدم المسبق. وأوضح أن كل تطبيق يعتمد على أذونات محددة يتم منحها يدويًا من قبل المستخدم، وبالتالي فإن أي وصول إلى الأجهزة الداخلية يتطلب موافقة صريحة. كما شدد المليجي على أهمية إلغاء الأذونات بعد الانتهاء من الاستخدام، مشيرًا إلى أن هذه التعليمات موضحة في دليل الاستخدام الرسمي لشركة OpenAI عبر موقعها openai.com. وأضاف أن “شات جي بي تي لا يجمع بيانات المستخدمين ولا يخزن معلومات حساسة، بل يحتفظ فقط ببعض البيانات البسيطة لتحسين تجربة الاستخدام، ويمكن تعطيل هذا الخيار في الإعدادات بكل سهولة”.
لماذا يشعر البعض أن الذكاء الاصطناعي يراقبهم؟
يرجع هذا الشعور – بحسب المليجي – إلى دقة الأجوبة التي يقدمها شات جي بي تي والتي تعطي انطباعًا بأنه “يفهم” المستخدم بعمق. وأوضح أن هذا لا يعني وجود مراقبة، بل هو نتيجة طبيعية لتدريب النموذج على كميات ضخمة من البيانات العامة المتاحة عبر الإنترنت. هذه البيانات مكنت الذكاء الاصطناعي من تحليل أنماط اللغة البشرية وفهم طرق التفكير المختلفة، مما يجعله قادرًا على التنبؤ باحتياجات المستخدم وتقديم إجابات قريبة جدًا من شخصيته وسياق حديثه، دون أن يكون لديه أي وصول مباشر إلى أجهزته.
كيف تحمي خصوصيتك أثناء استخدام الذكاء الاصطناعي؟
ينصح الخبراء المستخدمين بتقليل كمية المعلومات الشخصية التي تتم مشاركتها مع التطبيقات، وتجنب ربط الحسابات ببعضها عبر الإنترنت. كما يُفضل مسح سجلات البحث والمحادثات بشكل دوري، وعدم تفعيل أي أذونات غير ضرورية. ورغم أن القوانين المنظمة لحماية البيانات في مجال الذكاء الاصطناعي ما زالت قيد التطوير، إلا أن الشركات الكبرى بدأت بتطبيق معايير متقدمة تضمن سرية البيانات ومنح المستخدمين حق “النسيان”، أي إمكانية حذف محادثاتهم نهائيًا عند الطلب.
يبقى استخدام الذكاء الاصطناعي آمنًا طالما تم التعامل معه بوعي وحذر، فالأمان الحقيقي يبدأ من المستخدم نفسه، من خلال إدراكه لحقوقه وحدود التقنية التي يستخدمها، دون الانجرار وراء الشائعات المنتشرة على مواقع التواصل.