يواصل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة تأكيد مكانته كأحد أهم المنصات السينمائية في المنطقة، حيث يقدم في نسخته الخامسة برنامج “اختيارات عالمية” الذي يضم 12 فيلماً من أبرز إنتاجات عام 2025، ليوفر للجمهور تجربة فنية غنية تجمع بين التنوع الثقافي والإبداع البصري. هذه التوليفة من الأفلام العالمية تعكس رؤية المهرجان في تعزيز الحوار السينمائي بين الشرق والغرب وإبراز أصوات جديدة في عالم السينما.
إقرأ ايضاً:اتفاق سعودي باكستاني جديد يعزز الشراكة الاقتصادية ويدعم مشاريع الربط الكهربائي والاستثمار المشتركمنتدى الأفلام السعودي.. بوابة جديدة لتطور صناعة السينما في المملكة
تجارب عالمية تدهش الجمهور
يتضمن البرنامج أفلاماً لاقت اهتماماً واسعاً في المهرجانات الدولية الكبرى، من بينها الفيلم الياباني “KOKUHO” المرشح لجائزة الأوسكار، الذي يقدم نظرة عميقة على التراث الياباني بلمسة إنسانية مؤثرة، إلى جانب فيلم “GIRL” الذي يمثل أول تجربة إخراجية للنجمة الآسيوية شو تشي، حيث يمزج بين الفن والهوية بطريقة بصرية مبتكرة. كما يشارك الفيلم الفرنسي الرواندي “KWIBUKE, REMEMBER” بطولة سونيا رولاند، والذي يستعرض قصة ملهمة عن الذاكرة والتاريخ، إلى جانب الفيلم الأوروبي “ERUPCJA” الذي تشارك فيه المغنية العالمية تشارلي إكس سي إكس، مقدماً رؤية جريئة لعالم الشهرة والتغيرات النفسية.
تنوع فني يجمع الدراما والأكشن والتاريخ
للمهتمين بأفلام الإثارة، يأتي فيلم “THE FURIOUS” من إنتاج بيل كونغ ليقدم تجربة مليئة بالحركة والمشاهد المبهرة، بينما يستعرض فيلم “NORMAL” من إخراج بن ويتلي دراما إنسانية تدور حول صراعات داخلية ومواقف حياتية معقدة. ويعرض الفيلم السويسري “LATE SHIFT” قصة مؤثرة لممرضة تواجه تحديات يومية تعكس الجانب الإنساني للمهنة، أما فيلم “SAIPAN” فيعيد إحياء ذكريات كأس العالم 2002 من منظور خلف الكواليس، بطريقة تجمع بين الوثائقي والدرامي. كما تأخذنا أفلام مثل “PRIMAVERA” إلى أجواء مدينة البندقية في القرن الثامن عشر، في حين يقدم الفيلم البرازيلي “THE SECRET AGENT” للمخرج كليبير ميندونكا فيلهو معالجة فكرية جديدة لعالم الجاسوسية والسياسة.
السينما المصرية تحضر بقوة في المهرجان
يحجز الإبداع المصري مكانه ضمن البرنامج من خلال فيلم “المستعمرة” للمخرج محمد رشاد، الذي يسلط الضوء على العلاقات الأسرية في سياق اجتماعي واقعي، وفيلم “كولونيا” للمخرج محمد صيام الذي يتناول العلاقة بين الأجيال بأسلوب إنساني مؤثر. هذه المشاركات تعزز من الحضور العربي في المهرجان وتؤكد الدور الرائد للسينما المصرية في المشهد العالمي. ويختتم المهرجان هذه التجربة السينمائية برسالة ثقافية تؤكد أن الفن لغة عالمية تتجاوز الحدود وتجمع الشعوب في حب الإبداع.
يأتي مهرجان البحر الأحمر السينمائي هذا العام ليكرّس موقع جدة كوجهة ثقافية عالمية، ويمنح عشاق السينما فرصة لاكتشاف عوالم جديدة تنبض بالإبداع والتنوع الإنساني، ما يعكس روح الانفتاح الفني التي تشهدها المملكة ضمن مسيرتها الثقافية المتجددة.