بعد رحلة حافلة امتدت لخمس سنوات، أعلن الإعلامي محمد فهد الحارثي مغادرته منصبه رئيساً تنفيذياً لهيئة الإذاعة والتلفزيون، ليختتم مرحلة وُصفت بأنها من أكثر الفترات نشاطاً وتحوّلاً في تاريخ الهيئة. خمس سنوات شكّلت مساراً جديداً للإعلام الحكومي السعودي، ووضعت بصمة واضحة في تطوير المحتوى، وتحديث البنية المؤسسية، والتوجه نحو إعلام أكثر تخصصاً ومواكبة للعصر.
إقرأ ايضاً:هل يحق للمعلم طرد الطالب؟ المحامي يوضح الإجراءات القانونية والبدائل داخل الفصلتجربة جديدة في السعودية.. كيف ستعمل الإنذارات المبكرة للطوارئ على الهواتف والمدن؟
أعلن الحارثي قرار رحيله عبر رسالة وداع نشرها على منصة "إكس"، وجّه فيها شكره العميق للقيادة على دعمها اللامحدود لقطاع الإعلام، مشيداً بفريق العمل الذي أسهم في النجاحات التي تحققت خلال فترة إدارته، كما رحّب بتعيين الإعلامي علي الزيد خلفاً له، مؤكداً ثقته في استمرار مسيرة التطوير والتميز داخل الهيئة.
من الصحافة الورقية إلى قيادة الإعلام المرئي
بدأ الحارثي مسيرته المهنية من الصحافة الورقية، حيث عمل مراسلاً في صحيفتي الشرق الأوسط وعرب نيوز، قبل أن يتولى إدارة التحرير في صحيفة الاقتصادية. وفي عام 1997 أصبح رئيس تحرير مجلة الرجل، ثم انتقل عام 2004 إلى رئاسة تحرير مجلة سيدتي التي تحولت في عهده إلى منصة متكاملة تجمع بين المجلات والمواقع الإلكترونية المتخصصة في شؤون الأسرة والموضة والديكور. لاحقاً، تولى رئاسة تحرير صحيفة عرب نيوز بين عامي 2013 و2016، وأطلق خلالها مشروع "منتدى عرب نيوز" الحواري، ثم ساهم في تأسيس المنتدى السعودي للإعلام، وترأّس جائزة الإعلام السعودي، ليُعرف كأحد أبرز الأسماء التي جمعت بين الخبرة التحريرية والإدارية والتنظيمية في المشهد الإعلامي السعودي.
وفي سبتمبر 2020، صدر قرار بتعيينه رئيساً تنفيذياً لهيئة الإذاعة والتلفزيون، حيث بدأ مرحلة جديدة من التحديث الشامل، ركّز فيها على تعزيز الهوية الوطنية للإعلام السعودي ومواكبة التحولات الكبرى في البلاد.
5 أعوام من التغيير والتطوير
خلال فترة قيادته، نفّذ الحارثي مجموعة من المشاريع والمبادرات التي أسهمت في تحديث الهيئة، من أبرزها:
-
إطلاق أول إذاعة إخبارية متخصصة في المملكة عام 2022 ضمن شبكة قناة الإخبارية.
-
تطوير الدورات البرامجية والإذاعية مع التركيز على المحتوى المحلي والهوية السعودية.
-
ترسيخ ثقافة العمل المؤسسي والحوكمة من خلال إعادة هيكلة الإدارات.
-
تمكين الكفاءات الوطنية الشابة في مجالات الإنتاج والبث.
-
تعزيز التعاون الدولي عبر رئاسته لاتحاد إذاعات الدول العربية ومشاركاته في المحافل الإقليمية.
وكان الحارثي يؤكد في تصريحاته المتكررة أن «الهيئة تمضي بثبات نحو تطوير منظومة الإعلام الوطني بما يعكس صورة السعودية الجديدة».
علي الزيد.. بداية مرحلة جديدة
اليوم تتجه الهيئة إلى فصل جديد بقيادة الإعلامي علي الزيد، الذي يُعد من أبرز الكفاءات الإعلامية السعودية. بدأ مشواره في صحيفة الوطن وتدرج حتى أصبح نائباً لرئيس التحرير، ثم ترأس تحرير صحيفة مكة عام 2017 بعد أن كان من مؤسسيها، قبل أن يُعيّن رئيساً لوكالة الأنباء السعودية (واس). يحمل الزيد بكالوريوس في الفيزياء من جامعة الملك عبدالعزيز، إضافة إلى دبلوم في البرمجة وتحليل المعلومات، واشتهر بتطوير أساليب العرض الصحفي وتوظيف الإنفوجرافيك والمحتوى البصري.
ومع توليه رئاسة هيئة الإذاعة والتلفزيون، يُنتظر أن يقود الزيد مرحلة جديدة من التكامل بين الإعلام التقليدي والرقمي، مستنداً إلى خبراته في التحرير والتقنية والإدارة، لمواصلة مسيرة التطوير والبناء في إطار رؤية المملكة لمستقبل إعلامي أكثر تأثيراً وحضوراً.