سجلت الأسواق الأمريكية تحركات بارزة خلال جلسة تداول الأربعاء، حيث أغلقت الأسهم في بورصة وول ستريت على ارتفاع جماعي للمؤشرات الرئيسية، بينما تراجعت أسعار النفط الأمريكي بشكل ملحوظ، مما يعكس حالة من التباين في المزاج الاقتصادي العالمي بين مؤشرات الانتعاش وتوقعات التباطؤ في الطلب على الطاقة.
إقرأ ايضاً:مبادرة جديدة تفتح الأبواب أمام الشباب.. تدريب فريد من نوعه يطلقه قطاع الجيولوجياثمار نجران تروي قصة الأرض والإنسان.. فاكهة الشتاء تتصدر المشهد الزراعي
فقد ارتفع مؤشر "داو جونز الصناعي" بقوة تجاوزت 340 نقطة، ليواصل مساره الصعودي مدفوعًا بمكاسب أسهم الشركات الصناعية الكبرى والبنوك. ويأتي هذا الارتفاع في ظل تفاؤل المستثمرين بتحسن التوقعات الاقتصادية واستقرار السياسات النقدية خلال الربع الأخير من العام الجاري.
أما مؤشر نازداك، الذي يضم نخبة من شركات التكنولوجيا العملاقة، فقد صعد بأكثر من 200 نقطة، مستفيدًا من الأداء الإيجابي لأسهم قطاع الذكاء الاصطناعي وشركات البرمجيات. ويرى محللون أن صعود نازداك يعكس عودة الثقة تدريجيًا إلى أسهم التكنولوجيا بعد فترة من التقلبات الناتجة عن مخاوف ارتفاع الفائدة.
بدوره، ارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" (S&P 500) بنحو 40 نقطة، ليعزز مكاسب السوق الأمريكية بشكل عام، وسط تداولات نشطة وإقبال المستثمرين على الأسهم ذات العوائد المستقرة. وتشير التقديرات إلى أن الأسواق الأمريكية تتجه نحو إغلاق أسبوعي إيجابي إذا استمر الزخم الحالي.
في المقابل، سجلت أسعار النفط الأمريكي الخام تراجعًا ملحوظًا، حيث انخفض سعر خام "وست تكساس الوسيط" بأكثر من دولار واحد ليصل إلى 59.60 دولارًا للبرميل. ويُعزى هذا الانخفاض إلى تزايد المخاوف بشأن ضعف الطلب العالمي وتزايد المعروض النفطي، إلى جانب التوترات التجارية التي تضغط على أسواق الطاقة.
ويرى محللون أن تراجع النفط في الوقت الذي ترتفع فيه الأسهم يعكس تحولًا في سلوك المستثمرين نحو الأصول الآمنة والأسهم الدفاعية، مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي.
ويتابع المتداولون باهتمام تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي التي قد ترسم ملامح السياسة النقدية المقبلة، وسط توقعات متباينة حول خفض أسعار الفائدة في النصف الأول من العام القادم.
وبينما تظهر وول ستريت مؤشرات تعافي نسبي، تظل أسواق الطاقة أكثر حساسية للتقلبات العالمية، مما يجعل المرحلة الحالية دقيقة في موازنة التفاؤل المالي مع الضغوط الاقتصادية التي تلوح في الأفق.