تُعد الزراعة في منطقة نجران إحدى الركائز الأساسية التي شكّلت هوية المنطقة عبر التاريخ، إذ ارتبط الإنسان هناك بأرضه ارتباطًا وثيقًا جعلها مصدر عطاء واستدامة. وأسهمت المقومات الطبيعية التي حباها الله للمنطقة، مثل المناخ المعتدل والتربة الخصبة ووفرة المياه وتنوّع التضاريس، في جعلها أرضًا مثالية للزراعة والإنتاج الزراعي المستمر على مدار العام.
إقرأ ايضاً:مبادرة جديدة تفتح الأبواب أمام الشباب.. تدريب فريد من نوعه يطلقه قطاع الجيولوجياتحركات مفاجئة تهز وول ستريت.. الأسهم تصعد بقوة والنفط يتراجع بشكل لافت
وتُعد الحمضيات من أبرز المحاصيل التي تشتهر بها مزارع نجران، حيث أصبحت المنطقة واحدة من أهم مناطق المملكة في إنتاجها لأنواع متعددة من الفاكهة مثل البرتقال واليوسفي والليمون والجريب فروت، وهو ما انعكس إيجابًا على دخل المزارعين وساهم في تعزيز الأمن الغذائي المحلي.
ويُعد البرتقال النجراني الأبرز بين هذه المحاصيل، إذ يلقب بـ"فاكهة الشتاء" ورمز العطاء الزراعي في المنطقة. يتميز البرتقال هناك بجودته العالية وطعمه المتوازن بين الحلاوة والحموضة، فضلًا عن فوائده الصحية الغنية بفيتامين (C) والعناصر الغذائية المفيدة التي تجعله خيارًا مثاليًا في فصل الشتاء، خاصة في مواسم البرد.
وقد اكتسب البرتقال النجراني شهرة واسعة داخل المملكة بفضل جودته وثقة المستهلكين، ويزداد الطلب عليه سنويًا، خصوصًا خلال مهرجان الحمضيات الذي يُقام في المنطقة، ويعرض فيه المزارعون منتجاتهم الزراعية المتنوعة. كما تُنظَّم المعارض الزراعية وورش العمل التي تدعم المزارعين وتُسهم في تبادل الخبرات وتحسين جودة الإنتاج عبر برامج الإرشاد الزراعي والتقنيات الحديثة في الري.
وأوضح المزارع علي محمد اليامي أن الدعم الحكومي المقدم من خلال البرامج الزراعية المختلفة كان له أثر كبير في تشجيع المزارعين على التوسع في زراعة البرتقال، مؤكدًا أن المنتج النجراني أصبح يحظى بثقة المستهلكين داخل وخارج المنطقة.
من جانبه، أشار المزارع حمد بن ياسين إلى أن الزراعة في نجران شهدت تطورًا ملحوظًا بفضل اعتماد التقنيات الحديثة وأنظمة الري الذكية، مما انعكس على جودة الثمار وحجم الإنتاج.
أما المزارع نايف بن مانع اليامي، فأوضح أنه بدأ بالفعل في تسويق محصول مزرعته من البرتقال مع بداية فصل الشتاء، لافتًا إلى أن الإقبال الكبير عليه يعود إلى قيمته الغذائية العالية وفوائده الصحية في مقاومة نزلات البرد.
وتستمر نجران في ترسيخ مكانتها كإحدى الوجهات الزراعية الرائدة في المملكة، لتثبت أن الأرض المعطاءة لا تزال تروي قصة ارتباط الإنسان بجذوره، وحرصه على الاستدامة والعطاء المتجدد.