تحذير رسمي من صندوق الاستثمارات العامة بشأن محاولات انتحال اسمه

صندوق الاستثمارات العامة
كتب بواسطة: فواز حمدي | نشر في  twitter

أصدر صندوق الاستثمارات العامة السعودي بيانًا رسميًا يحذر فيه من محاولات متكررة لانتحال اسمه من قبل جهات مشبوهة تقوم بمخاطبة أفراد بهدف طلب مبالغ مالية أو تحويلات مصرفية مزعومة، وهذه الجهات، التي تستخدم شعارات أو أسماء مشابهة لاسم الصندوق، تحاول استغلال سمعته ومكانته كمؤسسة اقتصادية رائدة على مستوى المملكة والمنطقة، من أجل إقناع ضحاياها بجدية تلك الطلبات الاحتيالية.

الصندوق الذي يعد الذراع الاستثماري الرئيسي للدولة، أوضح بشكل قاطع في بيانه أنه لا يقدم أي خدمات مباشرة للأفراد أو يتواصل معهم بأي شكل مالي، سواء عبر طلبات تمويل أو استثمارات شخصية أو عروض تجارية وهمية، وأكد أن جميع تعاملاته تتم عبر قنوات رسمية ومؤسساتية، ولا يدخل في أي أنشطة فردية أو معاملات شخصية، مما يجعل أي جهة تدعي خلاف ذلك مشبوهة وتستهدف الاحتيال.
إقرأ ايضاً:مجلس الشورى يدعم تسريع إجراءات المطالبات التأمينية ويستعرض استراتيجيات التنمية الوطنيةجستنيه يربك جماهير الاتحاد بتغريدة غامضة.. إشارات صراع نفوذ خلف الكواليس

وجاء في البيان أن هذا التحذير جاء بعد رصد حالات متعددة تلقى فيها مواطنون ومقيمون اتصالات ورسائل إلكترونية ومراسلات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تزعم أنها من قبل صندوق الاستثمارات العامة أو تمثله، وتعرض عليهم فرصًا استثمارية خيالية مقابل دفع مبالغ مالية كضمان أو رسوم تسجيل أو تحويلات بنكية تمهيدية، والصندوق وصف هذه الرسائل بالاحتيالية والخطرة، داعيًا الجميع إلى تجاهلها تمامًا وعدم الرد أو التفاعل معها بأي شكل.

الصندوق شدد على أهمية التحقق من أي جهة تدعي ارتباطها به، مؤكدًا أن جميع بياناته الرسمية وطرق التواصل المعتمدة منشورة على موقعه الإلكتروني فقط، ولا يتم استخدام أي حسابات أو منصات خارج هذا النطاق، كما أشار إلى أن استخدام اسم صندوق الاستثمارات العامة أو شعاره الرسمي بدون إذن يعد انتهاكا قانونيا ويخضع للمساءلة وفقا لأنظمة الجرائم المعلوماتية المعمول بها في المملكة.

وفي إطار التصدي لهذه المحاولات الاحتيالية، دعا الصندوق كافة المواطنين والمقيمين إلى الإبلاغ الفوري عن أي حالة يشتبه في كونها جريمة معلوماتية أو عملية احتيال، وذلك من خلال تطبيق "كلنا أمن"، الذي توفره وزارة الداخلية كمنصة رسمية للإبلاغ عن التجاوزات الأمنية بشكل إلكتروني وآمن، ويتيح التطبيق للمستخدمين رفع البلاغات مصحوبة بالمستندات أو الصور الداعمة، ما يساعد الجهات الأمنية في تتبع هذه الجهات ومحاسبتها.

التحذير الصادر عن صندوق الاستثمارات العامة يعكس حجم القلق من تزايد هذه الظاهرة الرقمية التي تستغل ثقة الأفراد بالجهات الرسمية، وتظهر تطورًا ملحوظًا في أساليب النصب الإلكتروني، والتي غالبًا ما تكون منظمة وذات طابع عابر للحدود، وتأتي هذه التحذيرات في وقت حساس تشهد فيه المملكة توسعًا كبيرًا في استثماراتها ومشروعاتها الاقتصادية، مما يجعل أسماء مؤسسات مثل الصندوق هدفًا سهلًا لعمليات الاحتيال، لا سيما من قبل من يتابعون التطورات الاقتصادية في المملكة دون تمييز بين الجهات الرسمية والمزيفة.

كما تعكس هذه الظاهرة تحديات الأمن السيبراني، خاصة مع التطور المستمر في أدوات وتقنيات انتحال الهوية الرقمية، وهو ما يتطلب من الأفراد رفع مستوى الوعي الرقمي، وعدم الانجرار خلف الوعود المغرية أو العروض غير الموثوقة، مهما بدت مغرية أو موثوقة ظاهريًا، والصندوق شدد على ضرورة عدم مشاركة أي معلومات شخصية أو مالية عبر الإنترنت مع جهات غير معروفة، وعدم فتح روابط مشبوهة أو الرد على مراسلات تحمل طابعًا رسميًا مزيفًا.

ويُعتبر صندوق الاستثمارات العامة من أضخم صناديق الثروة السيادية في العالم، ويدير استثمارات استراتيجية في الداخل والخارج، وله مكانة مرموقة في الاقتصاد العالمي، لذا، فإن انتحال اسمه لا يعد فقط محاولة للاحتيال المالي، بل يمثل خطرًا على ثقة الجمهور بالمؤسسات الوطنية، ويهدد سمعة المملكة في المجال المالي والاستثماري.

ورغم الجهود المتواصلة من الجهات الرسمية لتقنين وحماية الهوية الرقمية، إلا أن الوعي المجتمعي يبقى أحد أقوى خطوط الدفاع ضد مثل هذه العمليات الاحتيالية، ما يستدعي تضافر الجهود بين المؤسسات والمواطنين في سبيل الحد من هذه الظواهر السلبية، التي تتطلب يقظة مستمرة ومواجهة جماعية شاملة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook