بين رغبة المدرب ورؤية الإدارة.. "حرب باردة" داخل الاتحاد تحدد مصير أحمد الغامدي

نادي الاتحاد
كتب بواسطة: حكيم الحاج | نشر في  twitter

في قلب واحد من أكثر الأندية السعودية جماهيرية، تدور رحى معركة صامتة لكنها حامية، بطلها أحد أبرز المواهب الشابة في كرة القدم السعودية، ومحورها صراع ثلاثي الأبعاد بين رؤى متضاربة قد تحدد مستقبل النادي واللاعب على حد سواء.

هذا النجم هو الجناح الهجومي أحمد الغامدي، البالغ من العمر 23 عامًا، والذي عاد إلى ناديه الاتحاد بعد فترة إعارة ذهبية قضاها في صفوف نادي نيوم، قاده خلالها للتأهل التاريخي إلى دوري روشن السعودي، ليجد نفسه في مواجهة مستقبل غامض بدلاً من التكريم والاحتفاء.
إقرأ ايضاً:مجلس الشورى يدعم تسريع إجراءات المطالبات التأمينية ويستعرض استراتيجيات التنمية الوطنيةجستنيه يربك جماهير الاتحاد بتغريدة غامضة.. إشارات صراع نفوذ خلف الكواليس

فخلال الساعات القليلة الماضية، اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بأنباء قوية عن صفقة تبادلية مدوية، قد تشهد انتقال الغامدي إلى الغريم التقليدي نادي النصر، مقابل حصول الاتحاد على خدمات المدافع الدولي عبدالإله العمري، في صفقة بدت منطقية للوهلة الأولى لكلا الطرفين.

لكن الحقيقة، كما كشفها الصحفي الرياضي الموثوق علي العمري، كانت أكثر تعقيدًا وإثارة، حيث نفى بشكل قاطع فكرة انتقال الغامدي إلى أي نادٍ منافس بشكل مباشر، مؤكدًا وجود سياسة اتحادية صارمة في هذا الشأن، حتى لو اضطر النادي للاستغناء عن اللاعب.

إلا أن نفي صفقة النصر لم يكن سوى قمة جبل الجليد، فقد كشف العمري عن وجود انقسام حاد داخل أسوار نادي الاتحاد، وصراع إرادات بين ثلاثة أقطاب رئيسية حول مصير اللاعب، وهو ما يفسر حالة الجمود التي تحيط بمستقبله.

الطرف الأول في هذه المعادلة الصعبة هو المدير الفني للفريق، الفرنسي لوران بلان، الذي فجر مفاجأة من العيار الثقيل، حيث أفادت التقارير بأنه لا يرغب في استمرار الغامدي ضمن خططه للموسم الجديد، وقد طلب رسميًا من الإدارة التخلص من اللاعب وبيعه هذا الصيف.

وعلى النقيض تمامًا، تقف الإدارة التنفيذية للنادي، التي تمثل الطرف الثاني، والتي تنظر إلى الغامدي باعتباره "مشروعًا للمستقبل" وأحد الأصول القيمة التي لا يمكن التفريط بها بسهولة، خاصة لمجرد رغبة مدرب قد يرحل في أي وقت، بينما يبقى اللاعب استثمارًا طويل الأمد للنادي.

أما الطرف الثالث، والذي زاد من تعقيد المشهد، فهو الإدارة الفنية في النادي، التي تحاول إيجاد حل وسط يرضي الجميع، حيث ترى أنه طالما أن المدرب لا ينوي الاستفادة من اللاعب، فمن الأفضل للنادي أن يستفيد ماديًا من بيع عقده، ولكن بشروط مشددة.

وتتمثل هذه الشروط، بحسب المصادر، في الحصول على مبلغ مالي ضخم يفوق العرض الذي قدمه نادي نيوم سابقًا لشراء عقد اللاعب بشكل نهائي، والذي بلغ 40 مليون ريال سعودي وتم رفضه، مع التأكيد على أن البيع لن يتم لأي من المنافسين المباشرين كالنصر أو الهلال أو الأهلي.

هذا الصراع الداخلي يضع مستقبل اللاعب الموهوب، الذي تألق بشكل لافت مع نيوم وسجل هدفين وصنع ثمانية آخرين في 16 مباراة فقط، في مهب الريح، فهو الآن عالق بين مدرب لا يريده، وإدارة تنفيذية تتمسك به، وإدارة فنية تبحث عن أعلى سعر له.

إن قصة أحمد الغامدي هي أكثر من مجرد خبر انتقال، إنها تعكس حالة من تضارب الرؤى داخل الأندية الكبرى، بين التخطيط الفني قصير المدى الذي يركز عليه المدرب لتحقيق نتائج فورية، وبين التخطيط الاستراتيجي طويل المدى الذي تتبناه الإدارات للحفاظ على أصول النادي ومستقبله.

فمن وجهة نظر لوران بلان، قد لا يتناسب أسلوب لعب الغامدي مع خططه التكتيكية، أو قد يرى أن هناك خيارات أفضل في مركزه، وهو حق مشروع لأي مدير فني، لكن من وجهة نظر الإدارة، فإن التفريط في موهبة شابة أثبتت نفسها بهذا الشكل هو مخاطرة كبيرة.

هذا الموقف المحرج يترك اللاعب في حيرة من أمره، فبعد أن كان نجمًا ساهم في صناعة التاريخ مع نيوم، عاد ليجد نفسه غير مرغوب فيه من قبل مدربه، ومادة للخلاف داخل ناديه، وهو وضع لا يتمناه أي لاعب كرة قدم، خاصة في هذه المرحلة المهمة من مسيرته.

ويبقى السؤال الأهم الآن، أي رؤية ستنتصر في النهاية داخل نادي الاتحاد؟ هل ستخضع الإدارة لرغبة المدرب وتبيع اللاعب لتحقيق الانسجام في غرفة الملابس؟ أم أنها ستتمسك برؤيتها وتفرض على المدرب استمرار اللاعب؟ أم أن عرضًا ماليًا ضخمًا من نادٍ غير منافس سيأتي ليحل هذه المعضلة ويرضي جميع الأطراف؟ الأيام القادمة كفيلة بكشف مصير هذه القصة المثيرة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook